القاهرية
العالم بين يديك

سباق العقارب

226

بقلم- حنان محمد
أراقب عقارب الساعة وهي تتحرك ويصدر منها تلك الدقات، كم تمنيت أن يتوقف ذلك الصوت اللعين، تجري وكأنها تتسابق معي، مع كل دقة تمر ثانية وتتبعها دقائق ثم ساعات إلى أن يمر يوم ويبتدء يوم جديد لا يفرق شيئاً عما قبله وكل ذلك من عمري، لقد أصبحنا مثل تلك العقارب ندور فى دوائر ليس لها نهاية، ليت الزمن يتوقف قليلا لأجد ذاتي وأحلامي التي فقدتها في تلك الدائرة، كانت تدور كالسنين في أصعب الأوقات وتأخذ معها روحي، وتجري سريعاً فى أحلى اللحظات التي تمنيت أن تبقى أكثر حتى استعيد روحي، ليتها كانت تتوقف عند تلك اللحظات، أخشى أن أشيخ قبل أن أحقق شيئاً مما تمنيت، أخشى ألا تكون تجاعيد وجهي خريطة الزمن التى رسمتها بنفسي وليست التي فُرضت أن أسير عليها لأفتخر بها أمام أحفادي، لِمَّ أصبحنا هكذا؟
شباب بلا روح، قوالب فارغة تسير، ألهتنا الحياة عن حياتنا، سرقت أجمل أيام عمرنا، شابت أرواحنا قبل مشيب شعرنا “ليت الشباب يعود يوما ” جملة ساخرة، لا أظن أن جيلنا سيتمنى من الشباب أن يعود، ما ترك فينا سوى الألم والفقد لكي نطلب منه أن يعود، لا أعلم إن كان العيب فينا أم في الزمن ولكن ما أعلمه أن ذلك الجيل دُهس بين تروس الحياة، لم يأخذ حق الاختيار ليحقق أحلامه، توقف، أرجوك أن تتوقف إن لم يكن لأستعيد ذاتي فلكي أستعيد أنفاسي حتى أستطيع أن أسابقك .

قد يعجبك ايضا
تعليقات