القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الأمير وبائعة الزهور

134

كتبت د_آية طارق

مرض الروماتيز وعجز كبار أطباء العالم ،نجاح أفقه شيوخ النوبة وأسوان، ومسابقة ملكة جمال فرنسا ،وصيف مصر ،جميعم أسباب لنحظي بقصة غرامية لن يصدقها العقل تُخلد في التاريخ وتكون رمز الحب والإخلاص بين العشاق.

تبدأ قصتنا عندما مرض الأمير آغا خان الثالث بالروماتيزم والآم في العظام، ولم تشفع له ملايينه في العلاج حتي فشل أعظم أطباء العالم في علاجه ،نصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان ، فأن فيها شتاء دافئ وشعب طيب كريم حبيب.
فجاء آغا خان إلي أسوان في حوالي العام ١٩٥٤ ميلادياً بصحبه زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباع الفرقة الإسماعيلية ، وكان آغا خان قد عجز عن المشي ويتحرك بكرسي متحرك .

كان يقيم بفندق كتراكت العتيق أرقي فنادق أسوان في ذلك الوقت ، أحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب ، فنصحه الشيخ بأن يدفن نصف جسده السفلي في رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع ، سخرية وسخط الأطباء الأجانب وأتهموا الشيوخ الأطباء بالتخاريف والخرافات ،لكن أتبع الأمير كلام الشيخ النوبي وبعد الدفن اليومي لمدة أسبوع عاد الآغا خان إلي الفندق ماشياً علي قدميه ،قرر الأمير ان يأتي إلي أسوان شتاءاً، ولكنه لما يرضي ان يكون من رواد الفنادق ،فطلب من محافظ أسوان ان يشتري المنطقة التي كان يتلقي فيها العلاج ويبني عليها قصره ، فوافق محافظ أسوان علي الطلب .

 

قبل أن نبدأ سرد القصة الغرامية بين الأمير وبائعة الورد الفقيرة نتعرف علي كل منهم بالتفصيل ؛

السلطان محمد شاه الذي ولد في الهند بمدينة كراتشي عام ١٨٧٧الزعيم الشيعي و ابن إلامام السابق الثامن والأربعين للطافة والذي كان يرأس الطائفة الإسما عسلية النزارية .

إيفيت لابدوس الفتاة الجميلة التي ولدت عام ١٩٠٦بفرنسا قرب من مدينة كان والتي تعمل بائعة للزهور ،فازت بلقب ملكة جمال فرنسا لعام ١٩٣٨.

جاب السلطان العالم من الشرق إلي الغرب وكان يتحرك ويتعامل مع الملوك و السلاطين وعلية القوم وقتها وتزوج كثيراً ولكنه لم يجد الحب الذي يبحث عنه ،حتي جاء الحفل الملكي في مصر دعيت له إيفيت بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا برؤية السلطان وحاشيته وهنا وقع السلطان صاحب ٦٨عاماً الآغا خان في غرام إيفيت ملكة الجمال التي تخطت الثلاثينات ،تعلق بها بشدة حتي عرض عليها الزواج وان يقدم مبلغ خيالي كمهر لها ،تم الزواج عام ١٩٤٢ وأصبحت الزوجة الرابعة والآخيرة والتي أكد أنها حب عمره الذي وجده أخيراً .

لم يقتنعوا أبناء الطائفة بزواج من بائعة الورد الإ أنه لم ييأس وقام بالمشاورات تقبلوها وخاصة أنها قد أشهرت إسلامها قبل الزواج وسميت نفسها بأم حبيبة

عاشوا الحبيبان قرابة ١٥ في قصر فوق هضبة في جزيرة وسط النيل بأسوان والذي يطل علي قصر الملك فاروق ومن الجهة الأخرس يطل علي مقبرة رومانية إغراقية ومعبد ساتت الذي شيدته الملكة حتشبسوت ،ومن جهة أخري المقبرة الشهيرة لآغا خان بجوار القصر .

تلك المقبرة أصبحت رمز قصة الحب رائعة بين شابة جميلة ورجل عجوز أكبر منها ٣٠عاماً ،توفي آغا خان في ١١يوليو ١٩٥٧ في فيلا يمتلكها بأسوان ،لم يدفن في الضريح الذي شيدته (ام حبيبة)إلا بعد عامين من وفاته .

يذكر أن الضريح يوجد علي ضفة النيل في مدينة أسوان المصرية بني الضريح من الحجر الجيري الوردي علي طراز المقابر الفاطميين بالقاهرة وبني القبر نفسه من الرخام كرارا المرمري الأبيض ،وقد صمم الضريح المهندس المعماري د. فريد شافعي .

ظلت تضع الوردة الحمرا يومياً علي قبره وعند غيابها عن الضريح تطلب من البستاني ان يوضع الوردة الحمرايومياً .

توفيت (أم حبيبة) “١٩٠٦_٢٠٠٠” وكانت قد أوصت بأن بعد وفاتها يتوقفوا عن وضع الوردة الحمرا وتدفن بجوار حبيبها .
أخلصت لزوجها ولقبوها الطائفة الإسماعيلية” بأم الاسماعيلين”. واعتبرها أسطورة في الإخلاص والحب لزوجها التي عُرض عليها أموال وأزواج من سيادة القوم وكانت ترفض أخلاصاً لمحمد شاه.

أصبحت المقبرة مزار سياحي تحكي اشهر قصة حب في القرن فائت بدأت وانتهت في بلد لم الشمل مصر .

قد يعجبك ايضا
تعليقات