القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حكاية شهيد …الشهيد البطل النقيب  محمد عمرو الطاهر

181

كتبت_هبه حسان

في  هذه الأيام تحل ذكرى استشهاد النقيب البطل محمد عمرو الطاهر إثر إنفجار عبوة ناسفة علي أرض سيناء الحبيبة .

هو ابن من أبناء محافظة السويس أمه الأستاذة المربية الفاضلة أستاذة منال حمدى ،وأبوه الأستاذ عمرو أحمد الطاهر من معاشات السويس للبترول رجل صالح الكل يذكره بأخلاقه الطيبة .

أنهي الابن محمد المرحلة الثانوية وتقدم بالتنسيق ليلتحق بكلية تناسب مجموعه مثل باقي زملائه وأيضا تقدم للكلية الحربية وكان دوما يحلم بالالتحاق بها ودخل الإختبارات وجاءت نتيجة الإختبارات وكانت الأم في قرارة نفسها تهاب دخول ابنها هذه الكلية وجاءت النتيجة ونجح محمد الطاهر في اختبارات الكلية الحربية بتفوق وجاء لأمه يزيح عنها خوفها بكل إيمان بقدر الله والواجب الوطني الذي يتمني أن يؤديه إلي آخر قطرة من دمه وقال لها لاتخافي الموت يا أمى فكلنا أموات وأنا أحب أن أموت شهيدا فهذه أعظم منزلة و كله نصيب ياأمى لاتخافي ولا تحزني .

وانصاعت الأم لرغبة ابنها وما عليها إلا أن تدعو له في الذهاب والإياب.

قبل أيام من استشهاد النقيب محمد كان ينتاب الأم شعور رهيب بأنها لن تري ابنها مرة أخرى وأن هذه السفرة هى سفرة الوداع

وحكت أم الشهيد أن ابنها جمع ملابسه وكأنه لن يعود بها ولم يفرغ حقيبته في مأموريته الأخيرة وكأنه حاسس أنها سوف تعود لأمه كما هى  وبالفعل قبل الاستشهاد بساعات قام زملاؤه بتصويره وهو بشوش الوجه سعيد وكان يحدث أهله ويخبرهم أنه في أسعد لحظاته .

الشهيد محمد عمرو الطاهر كان في كتيبة الرجال كتيبة الشهيد المنسي كتيبة 103 

قام بعدة عمليات قضي فيها علي الكثير من عناصر الشر ومنع الكثير من العمليات الإرهابية علي وطنه

كان الإرهابيون يهابونه من قوته وصلابته فكان يطلق عليه لقب (جودو) لقوة بنيانه وشجاعته .

وفي أثناء خروجه في مأمورية في سيناء وإذا بالإرهاب الأسود ينال منه بعبوة ناسفة استهدفته واستشهد البطل محمد عمرو الطاهر وانتقلت روحه الطاهرة إلي ربه ونال الشهادة الذي دوما كان يتمناها .

وجاء الخبر الصادم إلي أهله وإلي محافظة السويس

وعم الحزن وخرج شعب السويس بلا استثناء الكبير والصغير المسؤول والغفير الغني والفقير وكأنه ابن لكل أب وأم بمحافظة السويس كانت جنازة مهيبة لم تجد موضع لقدم في صلاة الجنازة كل السوايسة  تصلي عليه دموع الأمهات والأخوات والأصدقاء تنهمر  عليه فكان نعم الخلق .

تمني أن يضحي بنفسه لأجل كرامة وطنه وقد كان.

ولبي الرحمن أمنيته وجعله من الشهداء ونال الشهادة مقبلا لا مدبرا .

ونالت أمه لقب له منزلة فى الدنيا والآخرة  وقد اختبرها الرحمن واصطفاها لتكون مثالا للصبر والحمد .

وما مرت سوى أيام وتلقت الأم الصاعقة الثانية في حياتها

وهو خبر وفاة ابنها الثاني المهندس أحمد عمرو الطاهر  في حادث طريق أثناء السفر لعمله وهز هذا الخبر  كيانها وانهارت الأم لفقد أولادها جميعا .

ولكنها سرعان ما رجعت واحتسبت ولجأت للرحمن في أن يمدها بالصبر فقد نالت لقب أم الشهيدين ولحق الابن الثاني بأخيه وكأنهم علي موعد وعلي وعد ألا يتفرقوا أبدا فلحق به في نفس الشهر ونفس العام وكان قبل أن يتوفي بساعات قام بجمع صور لأخيه الشهيد في برواز واحد وجمع كل شيئ كان يحبه أخيه الشهيد ونظمه في مكانه وكأنه يجهز نفسه للقاء حبيبه .

قصة تضحية من أعظم القصص فقد قدم الأب والأم للوطن رجالا لاتهاب الموت أحسنوا تربيتهم وقدموا أرواحهم فداء لوطنهم

واستجاب الرئيس السيسى لطلب أم الشهيدين وأطلق اسم الشهيد محمد عمرو الطاهر علي مدرسة وشارع بمحافظة السويس تقديرا منه لها ولابن السويس الشهيد محمد عمرو الطاهر.

وفي النهاية نحسبهم من الشهداء عند الله إن شاء الله

قال تعالى:

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا. صدق الله العظيم.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات