القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

منارة الإسكندرية معجزة هندسية

95

سالي جابر

منارة أو فنار هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة، عالية شاهقة ترشد البحارة وتثير الوجد والشجن من جمالها، راحت تلك البنية المعجزة إثر زلزال، رممها أحد الحكام، وكانت حطام حجارتها لبناء تحفة أخرى ومَعْلم وملحمة من معالم الإسكندرية( قلعة قايتباي).

وكانت تقع على طرف شبه جزيرة فاروس وهو المكان الحالى لقلعة قايتباى بمدينة الإسكندرية المصرية، وترجع إلى حكم بطليموس الأول( 280 قبل الميلاد) الذي بدأ العمل فيه، وبوفاته تولى الحكم بطليموس الثاني الذي أكمل بناء المنارة. وكان المهندس المسؤول عن بنائها هو المهندس الإغريقي سوستراتوس، وترجع بعض الآراء اسم المنارة تحريكاً لكلمة “فاروس” وهي الجزيرة التي أنشيء عليها، وهو أول منارة في العالم القديم.
وصُنفت كواحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة لعدة أسباب، أولها الارتفاع الضخم الذي وصل إلى حوالي 130م، وهذا البناء بالنسبة للعالم القديم يعتبر مهول الحجم.
وكذلك شكل المنارة، فيقال إنه كان مقسمًا إلى ثلاثة أقسام، قسم مخصص للإدارة والإسطبلات، وقسم كان مخصصًا كشرفة، وقسم علوي أسطواني الشكل كان يتم إيقاد النار فيه ليلاً لإرشاد السفن إلى المكان، إضافة إلى وجود مرايا عاكسة للضوء في النهار، وكان يتوج الفنار تمثالا لإله البحر عند اليونانيين.
وقد وصف المؤرخ المسعودى” فى عام 944 م، المنارة وصفاً أميناً، وقدَّر ارتفاعها بحوالى 230 ذراعاً. وقد حدث زلزال 1303 م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها.
بينما وصف المقريزى، فى خططه، ما أصاب المدينة من دمار، وذكر أن الأمير ركن الدين بيبر الجشنكير، قد عمَر المنارة، أي رمَمها، فى عام 703 هـ، بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن، زار “ابن بطوطة” الإسكندرية، فى رحلته الثانية، فى عام 1350 م، وكتب يقول: “وقصدت المنارة، عند عودتى إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن دخولها ولا الصعود إليها، وكان “الملك الناصر”، شرع فى بناء منارة بإزائها، فعاقه الموت عن إتمامها”.
ومن أفضل الجغرافيين العرب الذين تحدثوا عن منارة الإسكندرية ياقوت الحموي في كتابه الشهير “معجم البلدان” وقد زارها وشاهدها بعينيه، وأورد بعض الخرافات التي تقال عنها، ثم علق قائلا: “وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه، ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية.

كما روى المؤرِخ المصرى ابن إياس، أنه عندما زار السلطان “الأشرف قيتباى” الإسكندرية، فى عام 1477 م، أمر أن يبنى مكان الفنار برج جديد، وهو ماعرف فيما بعد ببرج قيتباي، ثم طابية قيتباي، التي لا تزال قائمة، حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات