بقلم / سمر فاروق
قلبي قد انفطر ألما، بل كاد يقطر دما، دقات متتالية، خفقان ودموع، كثرة الأحداث التي يمر بها العالم من قتل وظلم وذبح وسرقة وجوع وتدمير، أمس بات رأسي يدور مما حدث من فاجعة حريق أربع أطفال في المنزل وحدهم، ثمان، وست، وأربع سنوات والطفل ذو العامين .
وضعوه تحت السرير وتجمعوا هم في غرفة بعيدة عن الحريق والأم تبحث عن لقمة العيش؛ لكي تطعمهم وتكسيهم وتعلمهم؛ فماتوا جميعا والنار نالت منهم، فزعٌ أصاب قلبي وتخيلت مشهد الخوف والذعر الذي لحق بهؤلاء الصغار، وعن الأم المكلومة !
هذا الحدث كاف ليصيبني بهلع ومرض، فتساءلت نفسي لم حدث كل هذا ؟!
أعلم يقينا أنها رحمة ربي وأكيد وراء الحدث أحداث في طي الغيب عنا
لكن ماذا أكلهم قبل أن تنال النار منهم؟ ما أصابهم ؟
أين الأب الراعي؟
أين ؟ وأين ؟
فكلهم مسئولون …
دمعت عيني، ورجف قلبي ولم أراهم، فأين رحمة العباد ببعضهم البعض.
سؤال يطاردني ويفزعني أن نعيش دون أن نرحم بعضنا البعض، ولايرق قلوبنا ولا نرى إلا أنفسنا، وبالرغم أن الكل يرى بعين الأنانية تصعب المشكلة وتتضخم؛ لكن إذا نظرنا بعين أخوة الإنسانية لهانت المشكلات وهانت الدنيا وعم الخير.
إن الأنانية جُرم في حق الذات، قبل أن تكون جُرم في حق الغير، تصيب الإنسان فيلتهم نفسه ويضحى فريسة لأجل شهوته التي لا تعرف الشبع والاكتفاء.