القاهرية
العالم بين يديك

فرحة الطلاق

177

كتبت – سالي جابر

فرحة عارمة لدي السيدات المطلقات، جعلتهن تنتشين فرحًا بقولها أخيرًا اتطلقت، فتقيم حفلًا كبيرًا لتُبدي سعادتها، أو ربما لتغيظ طليقها؛ لكن هل هذه السعادة، وهذا الاحتفال ناتج عن حياة بائسة قائمة علي الذل والمهانة من زوج لا يعرف للرجولة معنى، ولا يفهم كلمة احترام؟!
أم أنه تقليد أعمى للمسلسلات؟!
سؤال آخر: هل فكرتي في شكل حياتك بعد الطلاق؟!
هل قاومتي هذه الرغبة المُلحة فقط لحماية أطفالك؟!
حقيقًة الطلاق أحيانًا يكون سببًا لحماية الأطفال نفسيًا وجسديًا، وأحيانًا يصبح الطلاق مدمرًا لهم .
لماذا تطلبين الطلاق؟!
بسؤال العديد من المطلقات ما السبب وراء طلاقك كانت الإجابات كالتالي:
• لا يصلي، لا يسمح لي باستكمال دراستي وممارسة عملي، مُدخن، بخيل، عصبي وعنيد جدًا، تزوج بثانية، أنا لا أنجب فطلبت منه الطلاق لأنني لا أتخيل زوجي مع أخرى، غير متحمل المسؤولية.
• ‏معظمها أسباب منطقية ولابد من سبب قوي للطلاق، كما قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – ” أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة”
• ‏أي لابد من وجود سبب وإلا فإن هدم البيت والأسرة وضياع الأبناء لبس بهذه السهولة
حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء حول نسب الطلاق، تتم حالة طلاق كل دقيقتين ونصف، تزايد نسبة الطلاق، تراجع في نسبة الزواج، ومصر الأولى عالميًا في نسب الطلاق.
وهناك علاقة طردية بين عمل المرأة وارتفاع نسبة الطلاق، فهل أصبح عمل المرأة سبب من أسباب الطلاق، وما الأسباب الفعلية للطلاق؟!
• حياة بائسة من ضرب وسب وإهانة أمام الأطفال لا تستطيع المرأة تحملها، بلا رحمة ولا تعاطف مع الزوجة .
• زوج لا يتحمل المسؤولية، يترك لزوجته التفكير في الأمور المالية، والسياسة الداخلية المنزل بحجة أنه متعب خارج المنزل
• ‏خداع الزوجة من قبل الزواج، وزواجها من رجل مريض، ربما مرض عضوي أو مرض نفسي يعيق إقامة حياة زوجية سليمة
• ‏التنشئة الخاطئة للرجل التي تجعله يرى الزوجة خادمة فقط، فإنه تربى علي عدم مساعدة والدته في شيء وهي مكلفة بالوقوف في طابور العيش يوميًا، وراء الخضار، مع عدم قدرة الرجل علي تحضير وجبة خفيفة له في حالة تعب الأم أو الزوجة، والأنثى هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن ذلك حتي في شدة مرضها، وربما كان ذلك لأننا نعيش في مجتمع ذكوري، ينشأ علي أنا الرجل، مهمتي توفير المال، وربما لإنه وجد هذه الحياة في العلاقة بين أمه وأبيه، لتنصله من مسؤوليته كرجل.
فالرجولة هي القوامة، والقوامة هي أن تكون زوجتك ملكة لا أسيرة وأنت من تقودها.
• وهذا يقودنا إلي الرجوع للخلف أيام أجدادنا، لِمَّ لَمْ يحدث طلاق بهذه النسبة المروعة؟!
والإجابة ببساطة لأن المجتمع الذكوري أنجز مهمته الأولى ببراعة وعلي أكمل وجه وهي أنه من العيب بل كل العيب كلمة مطلقة، أما المهمة الثانية فهي لابد من استكمال هذا الزواج من أجل الأبناء طالما لا يخونك أو لا يتعاطى المخدرات – وكأن هذه هي الأسباب التي يستحيل معها الحياة فقط-
أما الآن الأنثى مقتنعة تمام الاقتناع أن دراستها وعملها هما سنداها  الأول والأخير، وفعليًا عندما يتأكد الرجل من احتواء زوجته بمالها وعملها يحترمها ويحافظ عليها- إلا من رحم ربي-
• تدهور الحالة الأقتصادية مما يجعل الزوجة مضطرة للعمل أي عمل حتى وإن كان لا يناسب مستواها العلمي أو الاجتماعي؛ لكنها تبحث عن عمل من أجل الإنفاق علي أبنائها، إلي أن تضيق ذرعًا، ويفيض بها فتطلب الطلاق.
• ‏عدم خبرة الزوجين بالمسؤولية الموكلة إليهما، وتقع أول صدمة لهما عند وجود طفلهما الأول وزيادة مسؤلياتهما
ولهذا فأنا أطالب بوجود كورس إجباري للمقبلين علي الزواج- كما يقومون بعمل كشف طبي- قبل عقد القران، ليفهما معًا مسؤولياتهما وسيكولوجية الطرف الآخر، كما أطالب الأهل بدراسة الطرف الآخر والتدخل في حياته بدلًا من إضاعة الوقت في طلبات تعجيزية للشباب، وذلك لإزاحة الستار عن الوجه الآخر له المستتر خلف قناع التجمل.
فقد أصبحت قائمة المنقولات أهم من الزواج، المبلغ المضاف إليها أهم من روحين لابد وأن يجتمعا علي المودة والرحمة، وأصبحت الشبكة مقام، والمهر أمان، ومكان الزفاف افتخار، ولا داع للأمان المادي الملموس الذي يبقي مدى الحياة ليقيمها بمودة ورحمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات