القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

متحف الآثار الغارقة بالإسكندرية

106

 

سالي جابر

متحف الآثار الغارقة بالإسكندرية، مازال حلمًا يراود عشاق رؤية الآثار، عشاق الإسكندرية

بدأ البحث عن الآثار الغارقة بإهتمام الأمير المولع بالحضارة عمر طوسون بملاحظة لأحد الطيارين الإنجليز فوق مياه خليج أبي قير حيث أدى ذلك إلى توصل الأمير لمعبد للآله إيزيس غارق أسفل المياه وهو من الجرانيت الأحمر ويبلغ طوله 7.5 متر وقد تم نقله حاليا إلى حديقة المتحف البحري بالإسكندرية وكذلك رأس رخامى للإسكندر الأكبر ومنذ ذلك التاريخ اقتصر العمل على هواة الغوص وكذلك صيادى الأسماك حتى العقد الماضي بدأ المجلس الاعلى للاثار البحث عن الاثار الغارقة .

وقد كشف العمل تحت الماء عن مواني ملكية خاصة بالقصور الملكية وبعض القطع الأثرية التى ترجع إلى النصوص الكلاسيكية القديمة وكذلك مجموعة من العملات الذهبية التى ترجع للعصر الرومانى وكذلك عثر فى خليج أبي قير على لوحة أساس من الذهب تماثل لوحات معبد السيرابيوم وهى تتحدث عن قيام بطليموس الثالث بتأسيس معبد لهيراقل وهو من مادة الحجر الصلبة وتبلغ أبعادها الطول 1.95 العرض 88 سم جرانيت أسود وكذلك عثر على أحواض وأجزاء من باب برونزى وأدوات مائدة وأباريق إغريقية ومطاحن للحبوب وحلي وأدوات تجميل وكذلك عثر على باب من الجرانيت على هيئة صرح مصري يعتقد أنه باب مقبرة كليوباترا .

تعتبر مصر من أقدم دول العالم التى اهتمت بالآثار الغارقة تحت الماء، حيث رصدت البعثة الفرنسية برئاسة فرنك جوديو مليونا و200 ألف دولار لعمل الدراسات اللازمة فى الميناء الشرقى وتوقف المشروع عام 2011.

وقد كان الكم الهائل من الاكتشافات للكنوز الأثرية الغارقة تحت الماء دافعا لفكرة إنشاء متحف للآثار الغارقة تحت الماء بالإسكندرية، ويؤكد الدكتور أسامة النحاس المشرف على مشروع إنشاء المركز المتكامل للآثار الغارقة بقاعة قايتباى أنه فى عام 1996 كان هناك مقترح بإقامة متحف تحت الماء فى موقع فنار الاسكندرية القديم الى الشمال من قلعة قايتباى وقد تبنى مؤتمر اليونسكو لإدارة المواقع الأثرية هذا المقترح عام 1997 فى توصياته، وفى عام 2000 بدأت إدارة الآثار الغارقة إتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع إنشاء متحف تحت الماء بقلعة قايتباى ولكن توقف الأمر وظلت فكرة المشروع حبيسة الأدراج لمدة ست سنوات. ويتساءل الدكتور عماد خليل أستاذ الآثار البحرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ماذا نفعل بآلاف القطع الأثرية النادرة التى تم انتشالها؟

ويؤكد الدكتور محمد مصطفى رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة أن السبب الرئيسى وراء عدم تنفيذ مشروع المتحف إلى الآن هو عدم وجود خطة لإنشائه ويضيف أن هناك اعتقادًا بأن مشكلة الرؤية تحت الماء بالميناء الشرقى هي السبب ولكن يمكن حلها من خلال طرق تصميم المتحف ذاته؛ أما المشكلة المادية فهناك أكثر من مستثمر على استعداد لتمويل المشروع وبالتالى كل مايلزمنا صدور قرار سياسى بعمل دراسة جدوى ينتج عنها كراسة شروط تطرح بمزايدة بين المستثمرين من أجل الإسراع.

ودعا د. عبد العزيز قنصوة، ووزير الثقافة الإيطالي ألبيرتو بونيسولي ، خلال زيارته لروما يوليو الماضي، لدعم تأسيس متحف تحت سطح البحر بالمدينة القديمة الغارقة؛ مدعومًا بمنظومة عرض ثلاثية الأبعاد بما تتيح للزائرين مشاهدة المدينة القديمة وآثارها اليونانية والرومانية.

وأوضح قنصوة لاحقًا أن المشروع يهدف لإعادة إحياء الميناء الشرقي، والاستمتاع بآثاره الغارقة بتقنية “الهولوجرام” باستخدام غواصة صغيرة تتيح للجمهور مشاهدة الآثار الغارقة والاستمتاع به، كما دعا قنصوة الحكومة اليونانية للمشاركة في المشروع ليكون ثلاثي الأطراف.

 وبدأ الاهتمام الأثري بالميناء الشرقي عام ١٩٦١م عندما اكتشف به كامل أبو السعادات، أحد الغواصين الهواة، تمثالاً ضخمًا لسيدة ترتدي الزي المميز للإلهة إيزيس وقطع أثرية أخرى، وأرصفة حجرية.

يقول إيهاب فهمي -مدير الإدارة المركزية للآثار الغارقة- أن مشروع متحف الآثار الغارقة مطروح منذ فترة طويلة ولكنه لايزال قيد الدراسة ومجرد أمنية.

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات