القاهرية
العالم بين يديك

لحظات كاشفة

206

بقلم رانيا ضيف
تعلم أني لطالما هربت من تلك اللحظة، أتوارى خلف كلماتي أو تختبئ هى خلفي، كلانا يهرب من ترجمة الشعور أو مواجهته !
مر العام ثقيلا إلا من أوقات منحتها لي أنقذت القلب من سباته واستسلامه للعدم؛ فأعدت له النبض من جديد .
واجهت الخذلان مرات عدة حتى ألفته وما أسوأها من ألفة .
شاهدت الوجوه تتبدل مرات ومرات أمام عيوني بلا خجل !
رأيت حبهم المزيف يسقط عند عبور موقف صغير !
لكنك كنت معي تسمع نبض روحي وتعلم مكنوني وتبادر بحمايتي .
عندما تنبت الدموع في المآقي ترسل لي هدية، فترتدي دموعي ثياب الفرح وتسقط طربا لا حزنا.
رافقني لطفك طيلة رحلتي فحنوت على قلبي حتى أثناء تمرده وعصيانه .
جذبني حبك وحنانك من طرقي الوعرة، وأرسلت لي عنايتك تهدهد روحي كلما بكت واستوحشت
وملت الحياة .
علمتني منح الفرص حتى لأولئك الذين لم يستحقوها يوما، لازالت نفسي أبية تمارس صمودها ضد ما يجرجرها لانتزاع إنسانيتها بسوء أفعالهم .
فلم أعتنق سوى الصدق ولم أزيف أي مشاعر قط، لكن ذلك النهج يبدو أرعنًا في زمن بات النفاق منهجًا وغاية ووسيلة .
كانت كل خطيئتي أني اكتشفت حقيقتهم فعريتهم من تلك القدسية التي أسقطوها على أنفسهم، فأفزعتهم صورتهم في مرآة عيوني .
لم تتركني وحدي؛ أرسلت لي رفقاءً للروح
اقتسموا معي الألم وأهدوني الاطمئنان والثقة .
بنوا معي جسرا صلبا؛ لبنة من المحبة الخالصة ولبنة من الصدق، فعبرنا من المدينة الظالم أهلها إلى طريق أرحب في الحياة .
لازلت على الطريق وكل الطرق ممهدة أمامي، لا أدري أيًا من الطرق عليّ أن أختار!
ولكن كل ما أعلمه أنني في معيتك وأن أقوى جنودي الصدق وأكبر هزائمي الثقة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات