بقلم حسن محمود الشريف
الجنة والنار بيد الله وحده.
وليس لبشر أن يحكم على بشر بدخول الجنة أو النار فهذا تألي على الله وتدخل في شؤونه سبحانه،
ولقد جاء فى الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ: قال إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة ،رواة الشيخان
فالعبرة بالخواتيم والخواتيم بيد الله لا يستطيع أحد أن يتدخل فيها.
ولو نظرت معى إلى أبو نواس … الشاعر الماجن رحمه الله
كان أبو نواس مشهوراً بالفسقِ والمُجُّون
وشرب الخمر : حتى لُقِبَّ بِشاعر الخمرة”
من أشعاره يقول :
دع المساجد للعبّاد تسكنها
وطُف بنا حول خَمَّار لِيُسقينا
ما قال ربُكَ ويلٌ للألى سَكروا
وإنما قال ويلٌ للمُصلينَا
فأراد هارون الرشيد ضرب عنقه لأشعاره
الماجنة. فقال : يا أمير المؤمنين، الشعراء
يقولون ما لا يفعلون فعفَا عنه” ولما مات
أبي الإمام الشافعي أن يُصلي عليه !؟ وعندما غُسِّل وجدوا بِملابِسهِ هذه الأبيات:
يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً
فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ
فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ
أدعوك رب كما أمرت تَضرُعاً
فإذا رَدَدت يدي فمن ذَا يَرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا
وجَميلُ عَفوك ثم إني مُسلِمُ
فلما قرأها الإمام الشافعي بكى بكاءً شديداً
وقام بالصلاة عليه وجميع من حضر من المسلمين .
العبرة: لا تكن قاضياً على الناس، ودع الخلق للخالق فإلي الله إيابهم وعلي ربي حسابهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.