القاهرية
العالم بين يديك

هل تتحد منظمات حقوق المرأة والمجتمع لسن قوانين رادعة لمنع ابتزاز الفتيات؟

136

 بقلم – نادرة سمير قرني
خلق المولى عزوجل الكون فسواه وعدله، وخلق كل شيء به لحكمة لا يدركها سواه، وكل شيء خلقه المولى عزوجل خلقه بميزان، فخلق السماء في ستة أيام والدليل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم من آيات تؤكد ذلك قال تعالي في سورة الأعراف الآية54 ﴿إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش﴾، وفي سورة هود الآية 7 قال تعالي ﴿وَهُوَ الَّذِى خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾.
ومثلما خلق المولى عزوجل السماء في ستة أيام خلق الزوجين الذكر والأنثى، وخلق كل منهما لحكمة، فقد خلق المولى عزوجل الذكر والأنثى من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهما آدم و حواء وجعلهم شعوباً وهي أعم من القبائل، وبعدها مراتب أُخر، كالفصائل والعشائر والأفخاذ وغير ذلك، فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية، إلى آدم وحواء عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة اللّه تعالى ومتابعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم،ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة، واحتقار بعض الناس بعضاً، منبهاً على تساويهم في البشرية: { يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }أي ليحصل التعارف بينهم كل يرجع إلى قبيلته{ سورة الحجرات الآية13
فصارت الأنثى هي الأم والأخت والجدة والخالة والعمة، وهي نصف المجتمع فلا يكتمل المجتمع بدون المرأة؛ لأنها لها مهامها في المجتمع فهي التي تحمل رضيعها في بطنها تسعة أشهر، وهي التي ترضعه، وهي التي تسهر الليالي بجانبه، وهي التي تنظف المنزل، وتقوم بجميع المهام به، لكن هل معنى ذلك أن نسلبها حقوقها، هل معنى ذلك أن نُهين كرامتها، حقيقة أن هناك فرق بين الرجال والنساء، والرجال قوامون على النساء كما أوضح القرآن في سورة النساء الآية34 ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾، إلا أن ذلك لايعني أن يبتز الشباب الفتيات، بل ويجبرونهم على ما لا يرضى المولى عزوجل ولا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية.
إن ما حدث في قضية بسنت خالد ضحية ابتزاز سفاحين لا يدركون معنى الخوف من الله، وليس لديهم ضمير يحاسبهم على أخطائهم، لهي أشد ضرراً من قضية التنمر التي ثار الرأى العام حولها، حتى كللت جهود الرأي العام ونواب مجلس الشعب بسن قانون يضع عقوبات رادعة للمتنمرين، إن قضية بسنت ليست قضية فتاة واحدة، ولكنها قضية فتيات كثيرات في المجتمع، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن …..كيف تعيش الفتيات المهذبات في مجتمعهم في بيئتهم في بلدهم الأم وهم يتعرضون لمثل هذه الأفعال التي لا يقبلها أي دين على وجه الأرض، بأي حق أعطى الشباب أنفسهم الحق في إيذاء فتيات مثل أخواتهم نفسياً وجسدياً.
كيف يمكن لشاب أن يتجرأ ويقوم بفبركة صور لفتاة ليجبرها على فعل يضر بشرفها وشرف عائلتها، فعل لا يقبل أن يحدث مع أخته، هل أصبحت النخوة والرجولة شىء من الماضي، هل استبدل شباب المجتمع قيم ومبادىء المجتمع بمجموعة من العادات والاتجاهات السلبية والتي لا يمكن نهائياً أن ترقى إلى كونها قيم، نعم ليست قيم نهائياً لأنها ليست قيم حتى في المجتمعات الغريبة ليست من قيم المجتمع ابتزاز الفتيات وإجبارهن على ما يهتك شرفهن.
ثم كيف للهكرز وعديمي القيمة الرضا بفبركة صور فتاة من أجل حفنة من المال ستنتهي بمرور عدة أيام، كيف سيقابل هؤلاء وتلك المولى عزوجل، هل ولد هؤلاء دون ضمير، كيف سيقابل هؤلاء المولى عزوجل يوم القيامة بأي وجه وبأي ضمير، إنني أطالب المسئولين وأطالب نواب مجلس الشعب ومنظمات حقوق المرأة بضرورة الاتحاد والتكاتف من أجل سن قوانين تحمي فتيات مجتمعنا من كل ما يخدش حيائهم، وكل ما يضر بنفسياتهم وأجسادهم، بكل ما قد يؤدي بهم إلى الانتحار من أجل الحفاظ على شرفهن وصون أسماء عائلاتهم وشرفها، من أجل الحفاظ على عادات وتقاليد مجتمعهم، وتنفيذاً للشريعة الإسلامية، يقول المولى عزوجل في سورة البقرة الآية235.
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)

قد يعجبك ايضا
تعليقات