القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الآثار الإسلامية في الإسكندرية

125

سالى جابر

مسجد البوصيري

هو للإمام شرف الدين البوصيري، صاحب البردة الشهيرة، الإمام الذي أشتهر في مجال مدح خير البرية- صلى الله عليه وسلم- ويقع المسجد في ميدان المساجد بالأنفوشي في بحري، في مواجهة مسجد سيدي ياقوت ومسجد المرسي ابو العباس، ويأخذ نفس الشكل المعماري تقريبًا، وكان المسجد قديمًا زاوية حتى شيد المسجد الحالي عام 1272هجرية- 1858ميلادية.

 

 

 


يتكون المسجد من مربعين منفصلين:
المربع الأول: يشمل صحن المسجد ويتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات
المربع الثاني: به إيوان القبلة، ويؤدي إلى ضريح الإمام البوصيري تعلوه قبه من الصاج، والمسجد ومئذنته التي على شكل مسلة يمثلان الطراز التركي في القرن التاسع عشر.
المسجد له خمس قباب، الاولى تجاور المئذنة بالمواجهة الجنوبية الغربية وبـنيت على طراز المآذن المملوكية، والثانية تتوسط بين الصلاة، ويقع الثلاث قباب الأخرى بالمواجهة الشمالية الشرقية وهي عبارة عن ثلاث قباب متجاورة تغطي سقف المكتبة الإسلامية الملحقة بالجامع.
تقع القبة الصريحة الملحقة بالمسجد خلف بيت الصلاة بالناحية الجنوبية الغربية، وهي عبارة عن ساحة تخطيطها مربع يتوسطها تركيبة رخامية بداخلها ضريح الإمام البوصيري، ويغطي سقفها قبة محمولة على صفوف من المقرنصات المجلد بالخشب، يوجد بالمسجد لوحة جدارية مخطوطة تشمل أربعة وتسعون بيتًا من قصيدة البردة منقوش عليها تعليقات وآيات قرآنية باللون الأبيض على أرضية زرقاء اللون.
يوجد بالطرف للجدار الجنوبي الغربي شاهد من الرخام بداخله كتابة بالخط الكوفي يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر.

 

 

مسجد سيدي ياقوت العرش

يقع بداخل ميدان المساجد بمنطقة بحري، حيث يقع بجوار مسجد ابو العباس، ومسجد البوصيري، وهو صرح عظيم من صروح العمارة الإسلامية في ميدان المساجد بمنطقة بحري، وهذا المسجد أعيد بنائه على هذا الطراز 1996 بالجهود الذاتية بالتعاون مع الدولة، ليخرج هذا البيت العام بتلك الجمال الفني والمعماري، لافتًا إلى أن سيدي ياقوت العرش توفي في 732ه‍، وتم إنشاء مسجد على ضريحه في القرن الثامن الهجري وتوالت عليه الكثير من الإنشاءات والتطوير حتي أصبح مؤخرًا على هذه الهيئة التي هو عليها الآن.
‏سمي على اسم الإمام، سيدي أبي الدر ياقوت العرش عبد الله الحبشي، والذي قدم من بلاد الحبشة «أثيوبيا حاليًا» إلى الإسكندرية، حيث يروي في سيرته أنه كان عبدا حبشيًا، وكان هناك العديد من التجار الكبار الذين يأتون بالعبيد من بلاد الحبشة إلى الإسكندرية، وبينما كان تاجرًا يحمل العبيد في مركب إلى الإسكندرية ثار البحر وكان في حالة غضب شديد، فدعا الرجل الله، إذا كشف عنهم ذلك الغم ونجاهم، سوف يهب ذلك العبد إلى الشيخ ابو العباس المرسي بالإسكندرية.

• مسجد سيدي تمراز:

إن بناء مسجد على تمراز يعود إلى ما قبل 1940، ففي منطقة بحري بحي الجمرك كان يتواجد منزل حسن باشا الإسكندراني، أحد كبار رجال الجيش المصري وقائد قوات البحرية في عهد محمد على باشا، في مقابل موقع المسجد المشيد حاليا، والذي أهديت أرضه آنذاك نظرًا لتقاعده، فوجد الإسكندراني في الأرض المهداه له مقام صغير لسيدي علي تمراز، وعلى هذا الأساس بدأ في بناء الجامع الخاص به فوق هذا المقام.

حتى 1940 حيث قررت الأوقاف المصرية حينها تجديد المسجد وتوسعه مساحته، وذلك بضم الحواصل “الدكاكين” المحيطة بمنطقة أرض المسجد له، بالاستعانة بالإيطالي ماريو روسي، ذات المعماري الذي بنى مسجدي المرسي أبي العباس والقائد إبراهيم.
لوحة المسجد التأسيسية الموضوعة فوق مدخل المقام تجعل معظم أهالي الحي يعرفون جيدًا أن بنائه كان في عام 1940، في عهد الملك فاروق، وأن المقام المتواجد داخل المسجد لشخص اسمه “علي تمراز”، وأنها هي بداية معرفة قصة المسجد، بناه المعماري الإيطالي الشهير “ماريو روسي”، عندما كانت مصر تستعين بالمعماريين الأوروبيين، وهو ذاته الذي قام ببناء أشهر مسجدين في المحافظة الساحلية المرسي أبو العباس، والقائد إبراهيم، لافتًا إلى أن الأسلوب المعماري لـ”روسي” في قيامه بمزج جميع الطرز الإسلامية في بناء الجوامع، هي ما تكسب الجوامع التي بناها القيمة والشهرة، يتميز المسجد بأعمدته الخماسية المزخرفة والتي تعلوها تيجان نحاسية مثبته، وشبابيك بزخارف خشب الخرط، كما يعلو سقف المسجد فتحات علوية تشتهر بها العمارة الإسلامية لإضاءة المسجد وإنارته، يتوسط مسجد تمراز محراب من أجمل المحاريب النادرة التي لا يوجد مثلها في مساجد الإسكندرية جميعها، حيث يتزين بالمقرصنات النادرة المطعمة بزخارف الفسيفساء الممزوجة بلوني الأخضر والذهبي، ويعتبر متحف من متاحف العمارة الاسلامية، نظرًا لتميزه بمزيج زخرفته المعمارية من جميع مدارس الفن الإسلامي، فيتسقبلك في البداية على باب المسجد عمود جرانيتي إيطالي مزخرف بالنقوش الإسلامية، وقد قام ببنائه المهندس الإيطالي ماريو روسي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات