بقلم د _آية طارق
إذا وصلتك فضيحةٌ لأحد فاجعلها تقف عندك ولا تتعداك
فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر، و من ستر مسلماً ستره الله
كلنا حاملوُن للعيُوب وُلولا رَداءٌ مِن الله اسمهُ “السترّ”
لـانحنتَ أعناقُنا مِن شدة الخجَل ، الهدف من تلك الكلمات هو ان سبب انتحار بسنت خالد ضحية الابتزاز الإلكتروني ليس الابتزاز بل أهلها والمحيطين بها .
أن لم تجد الامان في أهلك فأين تجده؟!
تخيل مع عزيز القارئ مايدفعك للانتحار عند اول مشكلة لك هم المحيطين بك ،تخيل إيضاً فتاة صغيرة مراهقة لا تعرف شيئاً عن الحياة ودوروسها المؤلمة ،وأول درس لها هو الابتزاز الإلكتروني ،لم يصدقها أهلها والمحيطين انها صور مفبركة ولا دخل لها في ذلك ،
أرادت المدافعة عن نفسها وعائلتها وحمايتها من تلك النظرات والأقاويل التي تهتك في عرضها .
أجد المشارك في تلك الجريمة هما الأهل والمحيطين بها من اهل قريتها وإيضاً ضحية المجتمع ؛أذا أذنبت الفتاة تكون مجرمة وبلاحياء حتي وان وقع عليها الظلم .
“ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي وإن دي صور متركبة والله العظيم، وقسمًا بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده. أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد”.
كلمات قليلة تركتها في رسالة قبل انتحارها مباشرة ولكن في الحقيقة مؤلمة جداً ،نفهم من تلك الكلمات أنها تعرضت لقهر شديد لم تجد من يحميها من يقف بجانبها …
عندما يرزقكم الله بفتاة ازرعوا بداخلها القوة والأمل والأمان وألبسوها درع السند ،لم يخُلق الله مخلوقاً عبثاً ،خُلق النساء ليس بلاء بل نعمة وحمايتها أجر عظيم في الدنيا والآخرة ، فتاة واحد يمكن ان تكون جيشاً يسند عليه مستقبلاً .
واذا وجدَ في بيتكم فتاة أو أمرأة طالحة فجاهدوا في إصلاحها يجزيكم الله .
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
(وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ)
رُوِي عن المقدام بن معد يكرب الكندي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: (إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم، إنَّ الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما تُعلَّقُ يداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبِه حتّى يموتا هَرمًا).
الهدف من مقالي أخذ الصالح من عادتنا وتقاليدنا ورحمة لابنتنا وأدرك مسؤولية الدعم النفسي والعاطفي لأبناءنا .
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية