القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نبذة عن السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

107

كتبت،_ وفاء خروبه

ولادتها :

لقد ولدت السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها في رجب من العام 47 هـ ، و قد اشتهرت السيدة سكينة بهذا الاسم الذي لقبتها به أمها نظراً لهدوئها و سكونها.
أما اسمهاالحقيقي فقد اختلف فيه قيل إسمها أميمة ، و قيل أمينة ، و قيل أمية.
أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام فولدت له فاطمة ثم قتل عنها فخلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان

– مناقب السيدة سكينة رضي الله عنها و أرضاها :
إن السيدة سكينة رضي الله عنها ، كان لها دور عظيم في المجتمع ، و كانت لها منزلة كبيرة في الكرم و السخاء و مساعدة الفقراء.
أما من ناحية الفضل و التقوى و الورع ، فلقد كانت السيدة سكينة رضي الله عنها سيدة نساء عصرها و أفضلهن عِفّة و علم و أدب ، و كيف لا تكون كذلك و هي ابنة الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
فقد كانت سيدتنا سكينة سيدة نساء عصرها و من أجمل النساء و أظرفهن و أحسنهن أخلاقاً و أدباً ، و كانت من أحسن الناس شِعراً.
و لكن ، مهما كتبنا في فضل تلك السيدة الطاهرة ، تبقى كلماتنا مجرد قطرة في بحر أهل البيت «عليهم السلام»
هذا و قد قالت سيدتنا سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما :
عاتب عمي الحسن أبي في أمي فقال أبي :
لَعَمْرُكَ إنّني لَأُحِبُّ دارًا تكونُ بها سكينة والربابُ
أُحِبُّهُما وأبذُلُ جُلَّ مالي وليس لِعاتِبٍ عِنْدِي عِتابُ

إستشهاد أبيها الإمام الحسين عليه السلام :

خرج الإمام الحسين متوجهًا إلى العراق فى ركب قليل و كانت معه إبنته و عمرها آنذاك أربعة عشر عاماً تقريباً ، فجمع أهله و قال لهم :
يا أم كلثوم و أنتِ يا زينب و أنتِ يا سكينة و أنتِ يا فاطمة و أنتِ يا رباب ، إذا أنا قُتلتُ ، فلاتشق إحداكن عليّ جيباً ، و لا تخمش وجهاً ، و لا تَقُلْ هُجْراً “أي لا تقول كلاماً قبيحاً”
فلما سمعت سكينة هذا الكلام أخذها البكاء ، و أخذت دموعها تتساقط.
و دارت الأيام ، و استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه و عادت سكينة إلى الحجاز حيث أقامت مع أمها رباب فى المدينة. و لم يمضى وقت طويل حتى توفيت “الرباب” ، و عاشت سكينة بعدها فى كنف أخيها زين العابدين ، و كانت قد خُطبت من قبل إلى إبن عمها عبد الله بن الحسن بن على فقتل بالطائف قبل أن يبنى بها ، فكانت -رضى اللَّه عنها- ترفض الزواج بعد هذه الأحداث ، و لما جاء مصعب بن الزبير يريد الزواج منها تزوجته ، و لكن سرعان ما قُتِلَ.
و كانت السيدة سكينة رضي الله عنها رمزاً لبيت النبوة المُشرق ، يضم منزلها المضيء شمل المسلمين لتوثيق قلوب المؤمنين و التعلق بآل البيت ، و إشاعة المحبة و المودة ، و هذا التوادد الذي طلبه منا رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم بقوله :
{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } الشورى23
تحت تلك السلالة المشرقة و انتشرت في جميع بقاع الأرض ، ترعاها الألفة ، و تتعلق بها قلوب المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها لتستروح بها أنسام الملائكة الطاهرين ، و تستنشق منها عبير أهل الجنة ، و يشم فيها طيب رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم في عقِبه و ذريته المباركين ، و نرى فيها أحد خليفتين عناهما رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم بقوله إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض ، و عترتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يرِدا على الحوض كهاتين ، و أشار بأصبعه فآل البيت رضي الله عنهم ، هم أمان لأهل الأرض في كل عصر و زمان إلى قيام الساعة .
و فى الثلث الأخير من حياتها كان أكثر إهتمامها تعليم المسلمين ، حيث شربت من بيت النبوة أفضل الأخلاق فوُصِفَتْ بالكرم و الجود ، و أحبت سماع الشعر فكان لها فى ميادين العلم و الفقه و المعرفة و الأدب شأن كبير .

– وفاتها :

لقد توفيت السيدة سكينة في الخامس من ربيع الأوّل سنة سبع عشرة و مائة عن عمر يناهز 71 عام في مشهد مهيب

قد يعجبك ايضا
تعليقات