القاهرية
العالم بين يديك

رانيا ضيف تكتب حدد هدفك وانطلق

129

دائما ما نضع أهدافنا في بداية العام وتمر السنون دون تحقيقها، إذ أننا لم نتبع منهجًا علميًا سليمًا في تخطيط وتنفيذ الأهداف .
فنهاية العام وبداية عام جديد هي فرصة لتقييم الذات، ومراجعة الحسابات، ومعرفة ما تم إنجازه وما الأهداف الجديدة التي يتوجب علينا السعي لها، وما أسباب فشل بعضنا، وما الخطوات التي تساعدنا على تجاوز الإخفاق في المستقبل !
والكثير من الأسئلة والأفكار والمشاعر المتداخلة والتي تستهدف في النهاية العمل على الارتقاء والتقدم في الحياة، والشعور بالرضا عن النفس .
الخطوة الأولى والمطلوب منا تجاوزها هي مسامحة أنفسنا على أي تقصير أو فشل أو عدم الاستفادة من الفرص، لابد أن نمنح أنفسنا غفرانا كاملا وأن نتعامل مع ما مررنا به من فشل بأنها تجارب أكسبتنا الخبرة.
وأن نعتبر ذلك من الماضي الذي لا طاقة لنا على تغييره، ولكننا نمتلك هذه اللحظة والتي ستأخذنا للتغيير حتما إن أردناه بصدق.
الخطوة الثانية أن نحدد بدقة أين نحن الآن وما الأهداف التي نسعى لها وما الدوافع التي تحفزنا لتحقيقها .
الخطوة الثالثة وهي كتابة الأهداف ثم وضع خطة لتنفيذها وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن سبب الإخفاق وعدم الإنجاز الذي كان متوقعا؛
يرجع في الغالب لأننا نضع أهدافا كبيرة لا تتناسب مع قدرتنا على تحقيقها ولا مع ظروفنا من وقت وجهد وطاقة، مما يتسبب بعد فترة من الاجتهاد والبذل درجة العناد لملاحقة الهدف أن تخور قوانا، ونعود أدراجنا ونتراجع ويموت الشغف، ويحل محله الإحباط والشعور بالفشل .
لذا كان أول حل للتغلب على هذه المشكلة
أن نضع أهدافا صغيرة قابلة للتحقيق والإنجاز .
“فقليل دائم خير من قليل منقطع”.
كما من أسباب عدم تحقيق الأهداف ومعرقلات الإنجاز أن يكون الهدف غير واضح الملامح، فهو غامض كأن تقول أريد أن أصبح غنيا دون أن تعطي تصورًا ذهنيا عن المبلغ الذي تريد امتلاكه أو كيف يتحقق ذلك ؟
أي عدم وضوح الهدف وكذلك تخيل فشله قبل البدء فيه، مثل سؤالك لنفسك ماذا لو فشلت ؟
كما أن القاتل لكل النجاحات هو التسويف وتأجيل أعمالك لوقت لاحق وعدم الالتزام
وخلق أعذار لعدم الالتزام والنجاح أي تجد لنفسك شماعة مثل ظروف البلد وأحوال الناس، وللتغلب على هذه الممارسات عليك أولا عليك أن تؤمن بقدراتك وأنك قادر على تحقيق الهدف ثم معرفة الطريق للوصول للهدف، تخيل أنك حققته ثم تابع العمل خطوة صغيرة تلو أخرى وستصل مع الوقت .
ولابد أن نعي أن “المحافظة على الدافع والحماس لإكمال الهدف تتناسب طرديا مع إيمانك عن القدرات والذكاء اللذان نستطيع اكتسابهما مع الوقت والتجارب ”

الخطوات الآتية قد تساعدنا على تنظيم أفكارنا والعمل على تحقيق أهدافنا بنجاح
أولًا: نحدد الهدف
مثال؛
-اكتساب مهارات جديدة كتعلم لغات
-انقاص أو زيادة الوزن
-دراسة علوم معينة
-اكتساب عادات مفيدة كالقراءة وممارسة الرياضة، تغيير العادات الغذائية وتناول الطعام الصحي .
ثانيا : راعي أن تكون أهدافك أهدافا ذكية (Smart goals)
أي أن يتوفر فيها الشروط التالية ؛
1. (Specific: محددة): ضع أهدافاً واضحةً ودقيقة.
2. (Measureable: قابلة للقياس): القدرة على متابعة التقدم.
3. (Achievable: قابلة للإنجاز): ضع أهدافا قابلة للإنجاز.
4. (Relevant: ذات صلة): ضع أهدافا ذات علاقة بأهداف حياتك العامة أو لها علاقة بأهدافك الحالية .
5. (Timely: مُقيَّدة زمنيًا): يجب أن يكون الهدف مرتبطًا بتوقيت محدد.

نبدأ في وضع خطط مرحلية لتحقيق الهدف علي مراحل زمنية وعلينا أن نتذكر أن “هدف دون خطة هو مجرد أمنية” .
لكي نستمر بنفس الشغف ولا نصاب بالإحباط لابد أن يكون هناك مرونة لتحقيق الهدف .
وأن نشجع أنفسنا ونكافئها كلما حققنا خطوة صغيرة تجاه الهدف . ولابد أن ندرك أنه
” إن لم يكن لدينا أهدافنا الخاصة سنعمل من أجل تحقيق أهداف الآخرين”.

إن من أهم أسباب النجاح في الحياة بشكل عام وتحقيق الأهداف مهما صعبت بيسر وسهولة هو التركيز على مميزاتنا والتي نظنها سببا في إحداث تغييرات إيجابية في حياتنا وأن نعمل على تنميتها وصقلها وزيادتها .
وأن نحدد عيوبنا الشخصية التي نظن أنها سبب في تأخرنا ثم نكتب عكس هذه الصفات ونعمل على اكتسابها وأن نضع خطة وتمارين لتحقيق ذلك .
عندما يكتسب الإنسان صفات حميدة ينتج عنها سلوكيات تقود للنجاح فإنها تحل محل طباعنا وخصالنا السيئة فتتلاشى تلقائيًا وهذه خطوة هامة في طريق التميز والتفرد .
فكما قالت أوبرا وينفري: “أعظم التحولات تأتي من أصغر التغييرات، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك، ويعيد تشكيل مستقبلك” .

قد يعجبك ايضا
تعليقات