كتبت / مروة محفوظ
على الرغم من كونه أمرًا سلبيًا في معظم الأحيان، إلاّ أنّ للخوف منافع قد يتغاضى عنها الكثيرون، فهو وسيلة للبقاء، حيث
أنّه يخلق استجابات قوية عند الخطر قد تنقذ حياتك في بعض المواقف. قد يكون الخوف صحيًا ومنطقيًا في حال ظهر لفترة
قصيرة، وكان بدافع إنقاذك من هجوم أو خطر محتّم، لكنه قد يتحوّل في أحيان أخرى إلى حالة مرضية تؤثر على نشاطات الفرد
الطبيعية وتسيطر على حياته، فيؤثر بذلك على قدرته على النوم أو الأكل أو التركيز أو حتى الاستمتاع بالحياة. وهنا لابدّ من
مواجه هذا الخوف ومحاولة التغلّب عليه. سنتعرّف بداية على أهم أعراض الخوف ومن ثمّ ننتقل إلى نصائح عملية من شأنها
أن تساعدك على التخلّص من مخاوفك قبل أن تصبح فريسة لها.
أعراض الخوف
عندما تنتابك مشاعر الخوف والقلق، فإن كلاّ من ذهنك وجسمك يعملان بسرعة لمواجهة الخطر المحتمل، ويظهر ذلك في
عدد من الأعراض التي قد يصيبك بعض منها أو كلّها،
حيث تتضمن هذه الأعراض ما يلي:
نبضات قلب متسارعة وغير منتظمة. التنفس السريع.
ارتخاء العضلات والشعور بهوانها.
التعرّق الشديد.
الشعور بألم في المعدة والأحشاء.
انعدام القدرة على التركيز.
الشعور بالدوار.
فقدان الشهية.
جفاف الحلق.
تظهر هذه الأعراض، نظرًا لأن جسمك قد أحسّ بالخطر وبالتالي فهو يهيؤك لمواجهته من خلال دفع الدم إلى عضلاتك، ورفع
نسب السكر في الدم ومنحك القوة الذهنية للتركيز على ما يراه جسمك مصدرًا للخطر فقط. كيف أتخلص من مخاوفي؟
كماسبق أن ذكرنا، قد يصبح الخوف في بعض الأحيان مرضيًا، ويعيق بذلك حياة الفرد الطبيعية، فإن كنت تعاني باستمرار من
إحدى الأعراض السابقة، أو تشعر بأن مخاوفك تسيطر عليك، إليك مجموعة من النصائح العملية والبسيطة التي تساعدك في
التغلب على هذه المخاوف.
1- الوعي
قبل أن تبدأ بمحاربة مخاوفك، عليك أولاً أن تصل إلى درجة من الوعي بأن هذه المخاوف تسبب دمارًا في حياتك.
من السهل أن تتعلّق بهذه الأفكار والمشاعر وتؤمن بأنها كلّ ما تملك من مشاعر. وهو أمر غير حقيقي على الإطلاق،
فمخاوفك ليست هي كلّ ما تملك ولكن تركيزك عليها ووعيك بها هو ما يجعلك تعتقد ذلك.
2- حدّد مخاوفك
حاول قدر الإمكان أن تكون محدّدًا فيما يتعلّق بمخاوفك، استرجع بتمعن المواقف والأفكار التي تسبب لك الخوف. ما الذي
يحدث في هذه المواقف بالضبط، وما الذي يخيفك تحديدًا؟ حاول أن تراقب أفكارك ووعيك الداخلي.
3- كن فضوليًا
بعكس الفضول الذي قتل القطة، فهو سيسهم بشكل كبير في مساعدتك على تجاوز مخاوفك. كن فضوليًا بشأن مخاوفك،
وحاول استكشاف الأفكار التي تدور في رأسك وتجعلك تشعر بالخوف. ما هي الأماكن التي تشعرك بالخوف، وكيف تكون ردّة
فعلك إزاء هذه المشاعر؟ مجدّدًا راقب ما يحدث في أعماقك.
4- ركّز على الان
في كلّ مرّة تجد نفسك فيها خائفًا أو مذعورًا بلا سبب يذكر، حاول أن تعود بذهنك إلى اللحظة الراهنة. بمجرّد أن تفعل ذلك،
ستدرك أنّ كلّ شيء على ما يرام وليس هناك ما يدعو للخوف. يمكنك أن تركّز على اللحظة الراهنة من خلال عملية التنفس،
أو التركيز على جسدك أو غيرها من التقنيات البسيطة التي يمكنك العثور عليها في كتاب “قوة الآن” لكاتب إيكهار تول.
5- تقنية الحرية النفسية EFT
تعتبر هذه التقنية المعروفة بالإنجليزية بـ Emotional Freedom Techniques ويرمز لها اختصارًا بـ EFT من الوسائل الفعّالة في
التغلّب على الآلام والمخاوف. وتتمثل في استخدام أصابع اليد والنقر بلطف على النقاط الأساسية في نظام الطاقة في
جسم الإنسان بهدف تحرير مسارات الطاقة. الأمر الذي يسهم في التخفيف من هذه المخاوف وأحيانًا التخلّص منها نهائيًا،
وهناك عدّة أدلة دامغة على تخلّص البعض من مخاوف مرضية وفوبيا فقط باستخدام تقنيات الـ EFT.
6 – تقنية Sedona
هذه التقنية البسيطة تسهم أيضًا وبفعالية كبيرة في التغلّب الخوف ومشاعر الألم على حدّ السواء. وتتضمن طرح مجموعة
من الأسئلة المحددة أثناء التركيز على مخاوفك. إنها تقنية بسيطة وسهلة للغاية بحيث يتجاهلها الكثيرون ويقللون من
فاعليتها.
7- الامتنان
في كلّ مرّة تشعر فيها بالخوف، درّب نفسك على أن تحوّل هذا الخوف على الفور إلى امتنان، فمثلاً، إن كنت تخاف من
التحدث أمام الجمهور، استبدل مشاعر الخوف هذه بمشاعر الامتنان لحصولك على فرصة للتواصل مع عدد كبير من الناس،
الذين يبدون استعدادهم للاستماع إليك وإلى أفكارك.
8- كتابة اليوميات
تسهم كتابة يومياتك وتدوين مخاوفك على الورق بشكل كبير في التخفيف من حدّتها، بل والتخلّص منها أحيانًا، ذلك أنّ
الاستمرار في التفكير في هذه المخاوف داخل رأسك سيدخلك في دوّامات ومتاهات لا نهائية من التفكير الي سيزيد حالتك
سوءًا، فالأفضل إذن أن تفرغ جميع هذه الأفكار على الورق.
9- البرمجة اللغوية العصبية من خلال البرمجة اللغوية العصبية، ستتمكّن من فهم الطريقة التي يعمل بها ذهنك، وتصبح بذلك
قادرًا على السيطرة عليه والتحكم في ردّ فعلك إزاء ما يواجهك من مواقف، بل وتغيير طريقة تفكيرك حول الكثير من الأمور. لذا
لا تتردّد في استخدام تقنيات هذا العلم الثوري في التغلّب على المخاوف التي تؤرّقك.
10- القراءة قد تساعدك قراءة كتاب حول أحد مخاوفك في اكتساب منظور جديد اتجاه هذه المخاوف وربما العثور على طريقة
للتخلّص منها. فإن كنت من محبّي القراءة، جرّب أن تقرأ كتبًا محفّزة وملهمة حول مواضيع ذات علاقة بمخاوفك، أو اقرأ كتبًا
ممتعة تصرف ذهنك عن هذه المخاوف غير المبرّرة.
11- المواجهة
تذكّر دومًا أنّ المخاوف ما هي إلاّ مشاعر وأفكار استحدثها عقلك في داخل رأسك وقد لا يكون لها أساس من الصحة على
أرض الواقع، لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي بمواجهة هذه المخاوف. كم مرة شعرت بالخوف من التغيير والانتقال إلى
وظيفة جديدة؟ بل وكم من مرة أصابك الذعر من مجرّد فكرة البدء بالبحث عن عمل جديد، ثمّ حصل شيء ما أجبرك على ترك
عملك، وعثرت بعدها على فرصة أفضل بكثير ممّا كنت تتخيل. عندما تواجه مخاوفك وتأخذ قرارًا حقيقيًا ستدرك في غالب
الأحيان أن الأمر ليس بذات السوء الذي تخيّلته وأن عقلك قد خدعك وأعطى هذه المخاوف أهمية أكبر من حجمها.
12- اتباع حمية غذائية هل تعلم أن الطعام الذي تأكله يؤثر بشكل كبير على مشاعرك؟ تسهم نسب السكر المرتفعة
والحلويات والأطعمة المصنّعة في الإخلال بتوازن جسمك، الأمر الذي يؤثر في كثير من الأحيان على مشاعرك وأفكارك. التزم
بحمية غذائية صحية ولاحظ أثر ذلك على مشاعرك. يمكنك البدء بإضافة أطعمة صحية بشكل تدريجي إلى نظامك الغذائي
بدلاً من الإلتزام فجأة بنظام جديد قد يكون صعبًا بعض الشيء.
13- النظر للأمور بعين أخرى
إننا نركّز في الغالب على الأفكار السلبية والمخاوف أكثر من غيرها، ولكن إن نظرت لكلّ الاحتمالات، واتبعت منظورًا آخر لرؤية
الأمور قد تكتشف أنك كنت تصنع من الحبّة قبّة. تذكّر دومًا أن الاحتمالات لا نهائية في هذه الدنيا، وهناك أمور خارجة عن رادار
مشاعرك قد تحصل، فلا تتوقّع الأسوأ وكن متفائلاً على الدوام.
14- تقنية WTWTCH هذه التقنية اختصار للسؤال: “What’s
the worst that could happen” أي: “ما هو أسوأ ما قد يحصل؟”. عندما تسأل نفسك هذا السؤال وتفكر بما قد يحصل، قد
تكتشف أحيانًا أنّ الأمر لا يحتاج منك لكلّ هذا الذعر. فإن كنت تخاف من التحدث أمام الجمهور، ما عليك سوى أن تتخيل أسوأ
ما قد يحصل إن وقفت على منصة لتتحدث إلى حشد كبير وفشلت. أسوأ ما سيحصل في هذه الحالة هو أن ينفجر الحضور
ضاحكين، وتشعر بالحرج، لكنك لا تزال على قيد الحياة في نهاية المطاف، وسينسى الآخرون هذه الحادثة سريعًا، فلا ترهق
نفسك بالتفكير فيها.
15- الصلاة
جميع الديانات تتضمّن طقوسًا وعبادات للتواصل مع الخالق، سواءً كنت مسلمًا أو مسيحيًا أو غير ذلك، فيمكنك دومًا اللجوء
إلى مصدر الأمان الأعلى وطلب الراحة والسكينة منه. لذا احرص على تنمية الجانب الروحي في داخلك وتسكين مخاوفك
بالصلاة. لكلّ منا طريقته الخاصة في التعامل مع مخاوفه، فاختر من النصائح السابقة ما يناسبك، وجرّب مختلف الوسائل إلى
أن تجد الوسيلة المناسبة التي تساعدك في تجاوز هذه المخاوف والتغلّب عليها. لكن تذكّر دائمًا بأن أغلب مشاعرنا هي في
الواقع من نسج خيالنا ومن صنع أذهاننا ولا صلة لها بالحقيقة. درّب عقلك دومًا على أن يكون رفيقًا لك يدعمك وليس عدوًّا
يحبطك ويمنعك من التقدّم إلى الأمام.