بقلم د. محمد صلاح
مصر العظيمة صانعة التاريخ كل شبر على أرضها يحمل ما يدهش قلبك وعقلك فعندما أنظر إلى بلاد العالم المتقدم أشعر أني امام جمال صنعته الآلات والمعدات
فهو جمال الأضواء والألوان والمباني العالية وعندما أعود وأنظر إلى مصر أجد جمال الطبيعة بين الدلتا والصحراء و الشواطئ تاريخ يقف شامخا فلن تجد هذا الكوكتيل المكتمل بصورته الطبيعية إلا في بلادنا العظيمة مصر الجميلة أم الأمم .
ولنتجه نحو سيناء التي سميت في الإنجيل باسم حوريب وتعني الصحراء وفي قلب مدينة سيناء يقع جبل موسى الذي يبلغ ارتفاعه ٢٦٧٣ متر وتحتاج للوصول إلى قمته صعود ٧٠٠ درجة سلم وعند سفح جبل موسى يقع دير سانت كاترين وعلى مقربة من المكان الذي كلم الله عليه موسى ومن المتوقع أن يكون تاريخ بناء الدير ٥٦٠ ميلادية في عصر الإمبراطور جوستنيان ومهندس بناء الدير هو المهندس اسطفانوس من إيلة مدينة العقبة حاليا .
ويوجد حول الدير مجموعة من الآبار منها بئر موسى وهو اقدم من الدير ويقال إنه البئر الذي سقى منه نبي الله موسى لبنات شعيب .
وكان يطلق على الدير في البداية كنيسة التجلي ثم تحول الاسم في القرن التاسع الميلادي إلى دير سانت كاترين نسبة إلى قديسة من الإسكندرية اسمها كاترين اعتنقت المسيحية في عصر الوثنية وتعرضت للتعذيب وفقدت حياتها وتم نقل رفاتها و تم حفظه داخل الكنيسة .
وإلى جانب الكنيسة يوجد مسجد بناؤه بسيط مستطيل الشكل ومساحته ٧٠ متر مربع وبه مئذنة ارتفاعها ١٠ أمتار وتم انشائه في عهد الدولة الفاطمية ووجود المسجد الى جانب الكنيسة يعكس ثقافة التعايش والسلم السائدة بين المصريين منذ اقدم العصور وقد دون زوار الكنيسة الغربيين في مذكراتهم اندهاشهم وتعجبهم من وجود المسجد الى جوار الكنيسة مما يوحي بعدم وجود هذا النوع من التعايش الديني في هذه البلاد في الحقبة التاريخية القديمة .