القاهرية
العالم بين يديك

قلبي يؤلمني

150

 

بقلم _ نهال يونس

الشعور بالحزن أو الهم من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلي المعاناة من ألم في القلب ،كم من مرة سمعنا بهذه العبارة قلبي يؤلمني من أولئك الذين يمرون بظروف نفسية صعبة؟ لكن لم يتمكن أحد منا الإجابة على هذا السؤال…
كل فرد مبتلى لديه كثير من الهموم يعاني في بعض الأحيان من ألم ،وحزن ،وانكسار ،فلا يوجد إنسان لم يهزه فشل ،يوجد من يتحمل إنسان قوي ،وآخر لا يستطيع إنسان ضعيف ،فلابد ألا نتألم إذا صادفنا في الحياة بعض التقلبات ،هذا أمر صحي ،لأن حياتنا مثل رسم تخطيط القلب ،إذا كان على خط واحد فهذا يعني أننا في عداد الموتى ،محال أن تستقيم الأمور كلها ، تقبلنا للواقع يقلل من الإحساس بالمعاناة وعدم تقبله يزيد من الأمور تعقيدا ،فلا توجد حياة بلا ألم ،وفكرة تقبل الواقع لا تعني الموافقة على ما يحدث ،ولكن محاولة تخطي الأمر ،والتكيف معه ،وإيجاد حل ،فلم يخلق الإنسان ليرث الجنة بلا مجهود ،وإنما خلق ليأخذ الدنيا غلابا ،فلا يمنع الله عبده شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه ،ولو علمتم الغيب لأخترتم الواقع ببعض ألمه،فلا تمل من الصبر ،ومن أسباب ظهور الإحساس بالألم في القلب …
متلازمة انكسار القلب ،إنها حالة نفسية تصيب الفرد تؤدي إلى إفراز نسبة كبيرة من الأدرينالين في الجسم عند الشعور بالحزن أو الإكتئاب ،في هذه الحالة يحدث ضمور في عضلات القلب ،الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة هرمون التوتر الذي يؤدي بدوره إلي الإحساس بألم في القلب،ومن أحد الأسباب الأخرى حدوث ضمور في أحد شرايين القلب ،الأمر الذي يؤدي إلي الإحساس بوخز في الصدر ،وهناك رأي أخر للأستاذ روبرت إيمري أستاذ علم النفس في جامعة فرچينيا أنه من المحتمل أن تكون القشرة الأمامية الحزامية السبب الأساسي وراء هذا الإحساس وهي موجودة في الدماغ مسؤولة عن التفاعلات التي تحدث معنا،وتكون أكثر تفاعلا عندما يمر الفرد بأوقات عصيبة ،لابد أن نعلم أن الحياة مليئة بالتحديات والألم قال الله تعالي “لقد خلقنا الإنسان في كبد “،نصيحة لنستريح علينا بالرضا بقضاء الله ،حسن الظن بالله ،الإيمان بالاختلاف ،وعدم الغرور ،التصالح مع النفس ،حينها نستطيع العيش في حياة خالية من الإحساس بألم في القلب ،والمعاناة، وتذكر دوما قول الله تعالى “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”

قد يعجبك ايضا
تعليقات