القاهرية
العالم بين يديك

أهمية دراسة حروف المعاني

123

كتب د _ بدران رياض

قد عُني العلماء في بيان معاني الحروف واستعمالاتها في اللغة فمنهم من أفرد. ذلك بالتأليف كابن أم قاسم المرادي في كتابه الجنى الداني في حروف المعاني. ومنهم من عقد له بابا في تصنيف, كابن هشام في مغني اللبيب. وذلك أننا نجد الكلام يختلف معناه باختلاف الحرف الرابط في الجملة. مثال ذلك خرجت إلى زيد. وخرجت في زيد. وخرجت على زيد. وخرجت من عند زيد. ونحو ذلك. فالفعل خرج واسم زيد في الجمل كلها لكن اختلف المعنى باختلاف الحروف الرابطة في الجملة.

بل نجد أن الحرف الواحد له أكثر من معنى, كحرف (مِن) فهو يأتي للابتداء, والتبعيض, والسببية, ولبيان الجنس.

 فلابد لطالب العربية, والمطلع في تفسير القرآن, أن يكون مُلّمّاً في هذا الباب فإنه لا يكاد يفهم كثيرا من آي القرآن على وجهها إلا بإدراكه معاني الحروف وما يتعلق بها. وذلك يظهر جليا للباحث في كلام المفسرين إذ إننا نجدهم في كثير من الآيات يختلف العلماء في توجيه معناها من هذا الباب.

مثال ذلك حرف( مِنْ) في قوله الله تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران : 104] إن قلنا إنها بيانية فإن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل فرد من أفراد الأمة وجوبا عينيا. وإن قلنا إن (من) تبعيضية كان الوجوب على الأمة من باب فرض الكفاية وليس على كل فرد بعينه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات