القاهرية
العالم بين يديك

العشرة المدمرة “الشخص البومة”

130

بقلم الشيخ أسامة إبراهيم

٣-الشخص البومة
من الاسم مباشرة تستطيع استشعار سمات هذه الشخصية، شخصية ليلية كالبومة، حدية، شديدة الذكاء، تمتلك “الثالوث المظلم” للسمات النفسية، وهي النرجسية والتلاعب والاعتلال النفسي، ويعتقد أن هذه الصفات قد تطورت لأن الظلام يعطي العناصر السلبية وسيلة لإخفاء أفعالهم؛ فهي شخصية ليس لديها عزيز، مع أول فرصة تتخلص من قرينها، ضعيفة الذاكرة، لا تذكر معروفا قُدِمَ لها. فالبومة بطبيعة الحال تحب الوحدة والعزلة وتفضل البقاء بشكل منفرد، على ألا تتواجد في وسط جماعات من البوم الأخر ولكن في موسم التزاوج تبدأ في الظهور، على ألا تكون بمفردها بل تكون في وسط جماعات صغيرة العدد؛ ولذلك الشخص البومة له دائرة ضيقة جدا من المقربين يثق فيهم فقط ولا يسمح لأحد مهما كان الدخول في هذه الدائرة، ويحب السيطرة والهيمنة ولو لاحظت حياة البوم لوجدت أنه تتم الخلافات والصراعات بين مجموعات البوم تلك بعضها البعض، وخاصًة في موسم التزاوج من أجل عملية فرض السيطرة، وتزداد تلك الصراعات بشكل واضح في حال لم يتوفر الغذاء الطازج المناسب لهم أو حتى مأوى فيصبح الأمر أكثر صعوبة ويشتد حدة، وربما تلجأ البومة للتضحية ببومة مثلها فتلتهمها عند اشتداد الجوع عليها !
بالرغم من أن البومة كانت منذ قديم الزمان مهمة بشكل كبير عند الإغريق فكانت مقدسة لديهم، حيث أنها كانت ترمز عندهم إلى ” الحكمة ” وكان يتم السجود لها واحترامها بشكل واضح إلا أنها كانت عند الرومان تشعرهم بالرعب، حيث كانوا يعتقدون أنها حاملة للكراهية بشكل سيء وغير محبب لديهم. أما الحضارة المصرية فقد كانت البومة دليل على أنه كائن حامي للأرواح الخاصة بالموتى خلال سفرهم وذهابهم إلى العالم الآخر، أي عند الموت فهو حماية خاصة بها، ولعل هذا هو السبب المتوارث لدى المصريين في كراهيتهم لها وتشاؤمهم منها لأنه مقرونٌ ذكرها بذكر الموت.
وفي الجاهلية كان العرب يتشاءمون من حيوان البومة ويعتقدون بأنه رمز للخراب والموت. فكانوا يظنون أن البومة إذا وقفت على منزل شخص ما تكون رمز للهلاك وموت هذا الشخص. ولقد ورد في التراث العربي القديم مقولة: ” اتبع البوم يدلك على الخراب”، وذلك يدل على أن العرب كانوا ينظرون للبومة نظرة شؤم وتشاؤم. لكن كل هذه الأقاويل عبارة عن خرافات قام الإسلام بنفيها.
فعندما بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وانتشر الدين الإسلامي قام بهدم كل هذه الخرافات عند العرب وغير العرب. ولما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البومة في الإسلام أجاب قائلاً: ” لا عدوى ولا طيرة ولا هامة”. واتفق معه العلم أيضاً كذلك من أجل عملية التوازن البيئي.
لكن يبقى الجانب السيكولوجي قائم، نعم يوجد نوع من الأشخاص في حياتنا ذوي التأثير السيئ، لديهم نوايا سيئة، فهم يشعرون بالرضا من شعور الآخرين بالألم والتعاسة.
فهم إما أنهم يؤذونك أو يجعلونك تشعر بالسوء، أو يستفيدون منك بشيء، فيما عدا ذلك فأنت لا تهمهم.
هذا النوع من الأشخاص تستطيع معرفة نواياهم بسرعة لو منعت عنهم شيئا أو عطاءً اعتادوه منك، ستظهر نواياهم السيئة تجاهك ومشاعرهم الحقيقية نحوك، وهذا يجعل إخراجهم من حياتك ضرورة .
فعلا، هناك أشخاص بوم في حياتك، وقت أن يدخلوها جلبوا لك الخسائر النفسية والمادية وأرهقوك إرهاقًا كبيرا في حياتك، ابتعد عنهم بأي ثمن، فالبعد عنهم غنيمة وخسارتهم أكبر مكسب !

قد يعجبك ايضا
تعليقات