القاهرية
العالم بين يديك

اجمع أصدقاءك من الآن

128

‏ بقلم -رانيا ضيف

‏I do not care how much you feel about me, if you act exactly the opposite
(لا يعنيني شعورك العظيم الذي تكنهُ لي، إن كنت تتصرف على عكسه تمامًا.)
قرأت تلك المقولة عند أحد أصدقائي وأنا أتصفح سريعا مواقع التواصل الاجتماعي، استوقفتني رغم أني كنت قد قرأتها مرات عدة في السابق،
فهي رد غادة السمان على رسالة من غسان كنفاني لها؛ فحواها
“ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي، كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة، لكن مظهري ثابت ”
لتوضح غادة بعدم أهمية الشعور إن لم تثبته التصرفات ..
فالاهتمام والاحترام هما ركنان أساسيان فى أي علاقة .
عندما تُظهر اهتماما بالآخرين فإنك تخترق قلوبهم وعقولهم بسهولة بالغة ..

وقد قامت الكثير من الدراسات على تأكيد أن معظم مشكلات الناس مع بعضهم البعض؛ ناتجة عن رغبتهم فى الشعور بأهميتهم، وحاجتهم للتقدير ممن يتعاملون معهم ..
فدوما كان الاهتمام رمزًا من رموز المحبة،
ففي العلاقات الأسرية، أو على مستوى العلاقات الاجتماعية بشكل عام،
الاهتمام كان دائما العنصر الأساسي فى نجاح تلك العلاقات ..
فما معنى أن تضمر لى المحبة ولا تهتم بمعرفة أخباري أو السؤال عني، أو تقديم النصح وقت الحاجة، أو الوقوف جانبي وقت الأزمات ؟!
نجاح العلاقات يتطلب منك منح بعض من وقتك تهتم فيه بمشاعر الآخرين حولك،
فتقبل جبين زوجتك وتشكرها على الاهتمام بك وبالأبناء، أو تشكري زوجك وتبدي له الامتنان لاهتمامه بشئون المعيشة، وتلبية طلبات الأسرة..
أو تشكر صديق قدم لك النصائح، والدعم وقت الحاجة لذلك ..
لا شيء يبقى من الحياة سوى تلك المعاملات البسيطة، ولا شيء يُبقى أثرًا مثلما تفعل الابتسامة، والكلمة الطيبة، واللمسة الحانية..
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة))
فالاهتمام لا يصدر سوى من القلوب الطيبة،المتسامحة، المحبة لذاتها ومن ثم للآخرين ..
لا تبخل على نفسك بجني الكثير من العلاقات الصادقة بشح اهتمامك بالغير،
تذكر دائما أنه عندما تنتهي الأعمال، والمشاغل وعلاقات المصالح لن يبقى جانبك سوى أولئك الذين أنفقت عليهم الاهتمام الصادق، والمحبة الخالصة، وربطتك بهم مشاعر محبة حقيقية..
احرص أن تجمع من الآن أصدقاءك وأحبابك المخلصين المميزين بصدق المحبة والاهتمام ليرافقوك فى الأوقات التى تفرغ فيها من كل شيء فيرافقوك للكبر .

قد يعجبك ايضا
تعليقات