القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مقياس الأمية حديثاً مرتبطا بالقدرة على استخدام التكنولوجيا

130

صباحك تكنولوجيا :: بقلم د/ حنان عبد القادر محمد

لقد تَغير العالم بِشكل كبير في السنوات الماضية، وأصبح الإنترنت يُشِير إلى أن مُعْظَم حَياتنا تَتم الآن عَبر الإنترنت، ويَبدو أن عَملية رقمنه اَلْمُجْتَمَع تتَسارع بِشكل كَبير مع هَذا اَلتَّغْيِير اَلسَّرِيع، ونَتيجة لذلك ظَهر مُصْطَلَح اَلْمُوَاطَنَة اَلرَّقْمِيَّة والذي ارتبط بما يُعْرَف بالحياة الرقمية، والذي يُسَاعِد اَلْمُجْتَمَع بسبب اَلتِّكْنُولُوجْيَا والرقمنة، فَالْمُوَاطِنَة الفعالة هي مِفْتَاح اَلْمُجْتَمَعَات الديمقراطية. حيث تُسَاعِد الفرد لفَهم هويته وطبيعة اَلْمُجْتَمَع وكيفية اَلْمُشَارَكَة بنشاطه التٌكنولوجي في العلاقة اَلْمُعَقَّدَة بين الحقوق والمسؤوليات، وأصبح مقياس الأمية حَديثاً مُرْتَبِطًا بِقُدْرَة الفرد على استخدام اَلتِّكْنُولُوجْيَا، لذا فإن اَلْمُسَاهَمَة في محو الأمية الرقمية هي مسؤولية فردية وجماعية، فلا بُدّ من أن تتضافر الجهود من أجل توفير فُرَص التعلم وَالتَّعْلِيم والتدريب لاستخدام اَلتِّكْنُولُوجْيَا وأدواتها اَلْمُخْتَلِفَة بالشكل الأمثل والاستفادة منها.

وَبِدُخُول مُصْطَلَح اَلْمُوَاطَنَة الرقمية في اَلْمُجْتَمَع بِكثرة في مَجال التعليم أصبح الهدف الأساسي في التعليم للمواطنة الرقمية هو تحسين التعلم والنتائج واعداد الطلاب في إطار قواعد السلوك اَلْمُنَاسِب وَالْمَسْئُول لاستخدام التكنولوجيا لِيُصْبِحُوا مواطني القرن الحادي والعشرين فالاتصال القائم علي الويب يسمح لِلْمُتَعَلِّمِينَ بِالْمُشَارَكَةِ والتعلم في الوقت اَلْمُنَاسِب سواء أكان بطريقة تزامنية أو غير تزامنية. وتختلف الممارسات والنهج والموارد حسب مكان تنفيذها سواء كان المدارس، الجامعات، منظمات المجتمع المدني، المؤسسات، القطاع الخاص، المنصات الرقمية، الأماكن الرسمية أو غير الرسمية.

وعلي اَلْمُسْتَوَى البسيط، قد نأخذ اَلْمُوَاطَنَة الرقمية على أنها اَلْقُدْرَة على الوصول إلى التقنيات الرقمية والبقاء آمنين ومع ذلك، نحتاج أيضًا إلى النظر في تعقيدات اَلْمُوَاطَنَة وفهمها عندما نبدأ في أن نُصْبِح مواطنين رقميين، باستخدام الوسائط الرقمية لِلْمُشَارَكَةِ بنشاط في المُجتمع والحياة السياسية، حيث أن المُواطنة الرقمية هي الاستخدام اَلْمَسْؤُول للتكنولوجيا والآداب المُتعلقة بالوجود عبر الإنترنت يتضمن تلك السلوكيات والاستجابات للآخرين داخل مُجتمع رقمي يكون الفرد عضوًا فيه، حيث تُشير المواطنة الرقمية عادةً إلى أولئك الذين يستخدمون الإنترنت بانتظام وهم جزء من مُجتمع واحد أو أكثر عبر الإنترنت.

ويُعد النظام التعليمي أحد المُقومات الأساسية للنهضة للدول المُتقدمة، والدول التي نجحت في تغيير وتطوير التعليم ومحو الأمية الرقمية نظرياً وعملياً، ووضعت إستراتيجية جيدة نظرياً وعملياً لتوجيه المواطنة الرقمية لترسيخ القيم الجماعية وتغذية الأفراد بالمعتقدات التي تُعْلِي من شأن الانتماء القومي، وَتُحِثّ على التضحية بالمنفعة الشخصية في مُقابل الصالح العام، وفي المُقابل يجب أن تُوَفِّر هذه الإستراتيجية تكافؤ اَلْفُرَص أمام جَميع الأفراد فيما يتعلق بِالتِّكْنُولُوجْيَا. ومن هنا، فإن نقطة الانطلاق في“ المواطنة الرقمية ”هي العمل نحو توفير اَلْحُقُوق الرقمية اَلْمُتَسَاوِيَة ودعم الوصول الإلكتروني، ومن ثم فإن الإقصاء الإلكتروني يجعل من العسير تحقيق النمو والازدهار حيث أن اَلْمُجْتَمَع يستخدم هذه الأدوات اَلتِّكْنُولُوجِيَّة بزيادة مُسْتَمِرَّة. وينبغي أن يَكُون هَدف اَلْمُوَاطِن الرقمي هو العمل على توفير وتوسيع الوصول التٌكنولوجي أمام جميع الأفراد.

وتتَعدد مراحل تنمية المواطنة الرقمية ومحو الأمية الرقمية لتشمل مرحلة الوعي والتي تعني أن يكون الطلاب مثقفين تِكْنُولُوجْيَا، حيث يُصْبِح التثقيف أوسع من مُجَرَّد إعطاء المعلومات والمعارف الأساسية حول اَلْمُكَوِّنَات المادية والبرمجية، والتركيز على عرض أمثلة للاستخدام السيئ والغير مُنَاسِب لتلك اَلْمُكَوِّنَات المادية والبرمجية، وإنما يحتاج الطلاب لأن يتعلموا ما هو مُنَاسِب وغير مُنَاسِب عند استخدامهم لتلك التقنيات الرقمية الحديثة نظرياً وعملياً. والمرحلة الثانية مرحلة اَلْمُمَارَسَة الموجهة حيث يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على استخدام اَلتِّكْنُولُوجْيَا في مناخ يُشَجِّع على اَلْمُخَاطَرَة والاكتشاف في مراحل مُتَقَدِّمَة، وبدون اَلْمُمَارَسَة الموجهة فإنهم ربما لا يُدْرِكُونَ هذه الطريقة اَلْمُنَاسِبَة. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة النمذجة وإعطاء المثل والقدوة، وهذا يعنى إعطاء النموذج الواضح في الاستخدام اَلْمُنَاسِب لِلتِّكْنُولُوجْيَا في الفصل الدراسي. والمرحلة الرابعة هي مرحلة التغذية الراجعة وتحليل السلوك فالفصل الدراسي ينبغي أن يَكُون اَلْمَكَان الذي يُمْكِن للطلاب فيه أن يناقشوا استخداماتهم للتقنيات الرقمية الحديثة ليروا كيف يُمْكِنهُمْ استخدامها بطريقة مناسبة. وإن ذلك يكون عن طريق إمداد الطلاب بالتكوين النقدي البناء للتمييز بين اَلطُّرُق والوسائل التي يجب أن تُسْتَخْدَم بها هذه التقنيات الرقمية الحديثة في الفصل الدراسي نظرياً وعملياً.

وأخيرا وليس آخراً عزيزي القارئ لا يُمْكِن أن يتم محو الأمية الرقمية بدون تعلم اَلطُّلَّاب اَلتِّكْنُولُوجْيَا بِشكل صحيح وعملي والاهتمام بمادة ال ICT للتدريس لِلطُّلَّابِ صِناعة تِكْنُولُوجْيَا المعلومات والاتصالات والتي تُعَدّ مساهماً مهماً في نمو كُلّ اقتصاد تقريباً والتي أصبحت الأساس للتعلم التكنولوجي الصحيح. كما أن تِكْنُولُوجْيَا المعلومات والاتصالات تقود نسبة كبيرة من نمو الإنتاجية الإجمالية في الدول اَلْمُتَقَدِّمَة، وللوصول لمصاف الدول اَلْمُتَقَدِّمَة يلزم توفير مُسْتَمِرّ لمتخصصي تِكْنُولُوجْيَا المعلومات والاتصالات اَلْمُؤَهَّلِينَ في هذه الصناعة. يجب تشبع هذه الوظائف الجَديدة من قِبل مُتَخَصِّصِينَ مُؤَهَّلِينَ في تِكْنُولُوجْيَا المعلومات والاتصالات ولن يتم ذلك الا مِن خِلال الاهتمام بهذه الدراسة من اَلصِّغَر وَبِأُسُس منهجية مُنَظَّمَة وَمُتَدَرِّجَة بشكل سليم، مع الاختيار السليم وَالْمُنَاسِب للقيادات الواعية اَلْمُتَخَصِّصَة تِكْنُولُوجْيَا وَتَعِي أهمية ذلك.. وللحديث بقية،،

قد يعجبك ايضا
تعليقات