القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

لوحات فنية غامضة تسكنها لعنة

184

 

كتبت _ نهال يونس

استكمالا لما بدأناه من سلسلة قصص واقعية مرعبة إليكم قصة جديدة ،الجزء الثاني

إن اللوحات الفنية تحوي الكثير من المعاني والمشاعر، فترى فيها جمال يخطف العقول ويتجاوز حدود الخيال، يجعل من اللوحة عملًا متكاملا حيا. فروح الرسام وطاقته ثبت من خلال عمله الفني ويستقبله المتلقي بظروفة القاسية أو السعيدة. والمتذوق الفني يستشعر نبض اللوحة بأحاسيسها الإيجابية والسلبية، بالمعانى والمشاعر التي تعكسها فتارة تبث الحزن وأخرى تبث الفرح ومرة تبث الخوف ومرة تبث الأمل. فإذا كانت اللوحة قادرة على نقل الأحاسيس، ففي هذه الحالة هل يمكن أن تحوي هذه اللوحات لعنة تصب على الأحياء ممن ملكوا هذه اللوحات؟
فهناك الكثير من القصص تدور حول اللوحات الملعونة التي يخرج زوارها أحياء وتبث الفزع في قلوب مشاهيديها، فتناقلت الحكايات حول بعض لعنات اللوحات الفنية مثل لوحة الطفل الباكي التي اشتهرت بتسببها في إشعال الحرائق في أماكن تواجدها ولوحة الرجل المعذب التي رسمت بالدم. ولكننا اليوم نعرض لوحتان دارت حولهم الأقاويل بأنهم لوحات ملعونة لأنها كانت حقيقية جدا. فكل رسام ممن قاما برسم اللوحتان جسد لحظة حقيقية فى حياته، وتلك اللوحتان هما لوحة الأيدر تقاومه ولوحة الأم الميتة.

لوحة الأيدى تقاومه أو The Hands Resist Him

كان هناك اعلان لبيع لوحة بمبلغ مئة وتسع وتسعون دولار في عام 2000 وكان نص الإعلان كالتالي:

لقد وجدت هذه اللوحة خلف مصنع للجعة في كاليفورنيا، واستغربت كثيرا كيف تم إلقاء هذا العمل الفني في الشارع ولم يقدر أحد قيمته، لكني توقفت عن هذا السؤال بعد عدة أيام.. فعندما أحضرت هذه اللوحة إلى منزلي جائت ابنتى ذات الاربع سنوات تخبرني أن الطفل والدمية الموجودون في اللوحة كانا يتعاركان خلال الليل، وأن الطفل هرب من اللوحة للخارج ولكن الدمية أرجعته مرة أخرى إلى اللوحة بالقوة، لم اصدق ما قالته ابنتي فهى صغيرة وقد تملك خيال واسع. وبعد اصرار ابنتي وتكرار الحكاية عدة مرات، احضرت كاميرا ووضعتها أمام اللوحة، والتقطت الكاميرا ثلاث صور كان يظهر فيها الطفل الذي في اللوحة وهو يتحرك محاولا الخروج منها وكانت الدمية تبدو غاضبة وتحاول منعه. وبعد رؤية هذه الصور أصابنا الخوف من اللوحة وقررنا التخلص منها وبيعها، ولكن قبل ان تزايدوا على اللوحة علي أن احذركم بأن من لديه مرض نفسي أو ضعيف القلب لا عليه أن يشتري هذه اللوحة.

أما الغريب فى الأمر أن هناك من علقوا على هذا الإعلان بأنهم فقدوا وعيهم وأصابهم الذعر عند التدقيق في اللوحة، ولكن البعض شكك في هذا الأمر وقالوا أن الأمر كله كذبة ابتكرت من ناحية صاحب الإعلان للحصول على أعلى سعر للوحة. ذاع صيت اللوحة وزار صفحتها الكثيرون بعد هذا الإعلان حتى تم بيعها بمبلغ ألف دولار لأحد المعارض الفنية.
و لكن تعالوا نرجع إلى الوراء قليلا ونعرف ما سر تلك الوحة.. لوحة الأيدى تقاومه هى لوحة للفنان بيل ستونهم الذى قام برسمها عام 1972 في كاليفورنيا. حيث تعاقد أحد المعارض الفنية مع الرسام بيل ستونهم ليقوم برسم لوحتان، فقام بيل برسم تلك اللوحة “لوحة الايدي تقاومه” وهى من أشهر لوحاته وترى فى اللوحة الرسام بيل وهو صغير ولكنه حزين وتقف بجانبه دمية غريبة تشعر بأنها تهدده بشيء ما، وفي الخلف ترى أيادي تطل من الظلام.
تم عرض اللوحة بمعرض في كاليفورنيا، ولكن حدث ما لا يمكن توقعه فتوفى صاحب المعرض وكان معروفا عنه أنه يحب هذه اللوحة ويعتني بها كثيرا، ثم توفي أحد النقاد الذي يعمل في جريدة التايمز وذلك بعد توجيه النقد لهذه اللوحة، ومن بعده توفى شخص غير معروف قام بشراء اللوحة يدعى جون مارلي.و غابت اللوحة عن العيون لمدة طويلة حتى ظهر الاعلان المذكور سابقا وتم شراء اللوحة من جهة المعرض. ولكن ما حدث بعد ذلك كان مريبا فلقد قام المعرض الذي اشترى اللوحة بالاتصال بالرسام بيل ستونهم ليخبره أن اللوحة مسكونة وهناك شيئ غريب فى أمرها، لكن الرسام نفى هذه المزاعم وقال أنه لا يعلم شيئا حول كونها مسكونة.

و سيظل لغز اللوحة غامضا فلماذا قام مالكي اللوحة باخبار أن الشخصيات في اللوحة تتحرك جميعها مساءً ولماذا توفى أصحاب المعارض الذي وضعت فيه اللوحة والنقاد الذين عقبوا عليها ماتوا قبل سنة من رؤيتها! هل يمكن أن يكون كل ما حدث من قبيلا للمصادفة أم أن هناك لعنة ما..

لوحة الأم الميتة أو The Dead Mother

لوحة الأم الميتة هى لوحة أخرى من أشهر اللوحات الفنية التي يكمن فيها لغز كبير للفنان النرويجي ادوارد مونك الذى قام برسمها في عام 1899 المعروضة حاليا في كلية الفنون بلندن. ولكن هذه اللوحة ليست الأشهر بين لوحات الفنان ادوار مونك بل أن هناك لوحة أخرى أشتهر بها كثيرا وحازت على الكثير من الاعجاب وتسمى هذه اللوحة الصرخة التي تعد واحدة من أشهر إيقونات الفن الحديث وتم بيعها من عدة سنوات بمبلغ خيالي يقدر بمئة وعشرون مليون دولار. أما لوحة الأم الميتة فهى أقل شهرة من لوحة الصرخة ، ولكن فى الحقيقة اللوحتان ترى فيهم أسلوب الذي يتسم بالشقاء والتعاسة وذلك نتيجة لحياة كئيبة عاشها مونك فى طفولته.
في الواقع أن لوحة الأم الميتة هي تعبر عن واقع عاشه مونك بكل ما فيه فهي تخلد لحظة حزينة فى حياة مونك وهى وفاة والدة مونك بمرض السل أمام عينه وهو في الخامسة من عمره. والأقسى من ذلك أيضا أن أخته الكبرى توفت بالمرض نفسه بعد عدة سنوات مما ترك أثرا فى عقل ونفس مونك لا يمكن مسحه أبدا. ولذلك فهذه اللوحة شديدة الكآبة فمجرد النظر إليها يبعث في نفسك خوفا وقلقا لا يمكن محوه. فصدق أو لا تصدق فأنا لكتبة هذا المقال كان على أن أنظر إلى هذه اللوحة ولم أستطيع النظر إلى تلك اللوحة الا للحظات معدودة. فهناك امرأة على سرير وتبدو المرأة أنها توفت ،الحزن يخيم على المكان كله من رجال ونسا،وترى في وسط اللوحة وأمام السرير فتاة ويظهر أنها ابنة المرأة المتوفاة ويعتقد البعض انها أخت مونك الصغرى، وهي تفتح عينيها على وسعهما وكأنها لا تصدق انها فقدت أمها فى التو فتضع يديها على أذنيها تعبيرا عن المفاجأة وهروبا من صوت البكاء والنحيب الذى يحاوطها.

أما الغريب في هذه اللوحة أن كل من أمتلك هذه اللوحة أقسموا أن الفتاة تنظر إليهم وتطاردهم، والبعض قالوا أنهم يسمعون صوت تحرك اللحاف الذي يغطي المرأة المتوفاة، أما أغرب قصة فكانت التي تتحدث عن خروج الفتاة الصغيرة من اللوحة خلال الليل لتهرب من هذه اللوحة الكئيبة. فهل اللوحة مسكونة حقا ؟ سؤال مطروح ولا أحد يستطيع الإجابة.. فإن المعاناة من الحياة البائسة والتى تطورت لتكون مرض نفسي وهلاوس التى عاشاها الرسام مونك حتى لحظة وفاته في عام 1944 تعطى انطباعا أن وراء هذه اللوحة لعنة ،لعنة الحزن والألم والمعاناة التى تبعثها لكل من يشاهدها فيفر منها هروبا من تلك المشاعر السلبية التى تتملكهم ، فخلال عشرات السنين عرضت فيها اللوحة في مختلف المعارض والمتاحف كان الشعور المشترك لكل من يشاهدها هو التعاسة ولكن البعض أيضا أصابتهم اللوحة بالفزع فالمنظركئيب، واللحظة التى تصورها اللوحة أليمة وإضافة لكل ذلك أن الطفلة الظاهرة في اللوحة تطارد مشاهديها بأعينها !

قد يعجبك ايضا
تعليقات