القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

هل تعلم؟؟

100
تقرير / رحاب الجوهري
اول مدرسة حكومية لتعليم البنات بمصر مقرها القاهرة
في يناير 1873 افتتحت أول مدرسة بنات حكومية لتعليم الصفوف الابتدائية في مصر، وبعد مرور 6 أشهر كانت المدرسة على موعد لاستقبال 286 تلميذة، وفي سنة 1874، وضعت خطط الدراسة ومناهجها ولوائح تنظيم مدرسة السنية، أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في مصر
مدرسة السنية تقع في 1 شارع الكومي السيدة زينب القاهرة، وما زالت تحتفظ بطارزها المعماري المميز ورممت وجددت عدة مرات على مدار السنوات الماضية.
لكن ما معنى “السنية”
سَـنيّة بفتح السـين مؤنَّث سَـنيّ، وهو من الفعل سـنا أي علا أو ارتفع، فالسـنيّ هو الرفيع، وسَنِيَ: صار ذا سَناء ورِفْعةٍ وقَدْرٍ، وقولهم مَقَامٌ سَنِيٌّ أي رَفِيعٌ، ذُو سَنَاءٍ، ويقال بَلَغَ مَرْتَبَةً سَنِيَّةً.
وفي هذا الوقت كان مصطلح الدائرة السنية يستخدم للإشارة إلى أملاك الخديوي إسماعيل، وصاحب لفظ السنية كثير من الكلمات مثل: الإرادة السنية- السلطنة السنية…
وقد حافظ الخديو إسماعيل على اهتمامه بإنشاء مدرسة للبنات في القاهرة، فأصدر أمرًا إلى مدير ديوان المدارس باختيار قطعة أرض من أملاك الحكومة، التي تكلفت هي الأخرى بشق طريق يصل بين شارع عبدالعزيز وباب اللوق، وإنشاء مدرسة للبنات في تلك المنطقة، وسمح الخديو- آنذاك- بأن تكون نفقات الإنشاء من حسابه الخاص، وأن تحرر حجة الأرض باسم المدرسة.
فى أوائل 1873، أي بعد خمس سنوات من وضع حجر الأساس للمشروع، أخذت سمو الأميرة جشم آفت هانم أفندي، الزوجة الثالثة للخديو إسماعيل، الأمر على عاتقها، وبفضلها أنشئت أول مدرسة حكومية لتعليم البنات فى مصر.
وفى نفس العام أسست الجمعية الخيرية فى مصر أول مدرسة للبنات اسمها اليقظة النسائية.
قدمت الأميرة المال لشراء قصر قديم في أحد أحياء القاهرة المزدحمة بالسكان (كانت هي مدرسة السيوفية التي اطلق عليها فيما بعد السنية)، وأعيد بناء أكثره، ليتسع لمائتى تلميذة داخلية و100 خارجية.
بعد أشهر من افتتاح المدرسة السنية، قرر ديوان المدارس تعيين حسن افندى صالح ناظرًا للمدرسة، ومدام روزة، ملاحظ الضبط والربط والنظافة بالمدرسة، والتي أصبحت فيما بعد وكيل المدرسة ثم تولت منصب الناظر، وبعد ذلك أصبح ناظر المدرسة يلقب بمأمور أشغال المدرسة.
ومن يناير 1877 إلى مارس 1882 تولى نظارة المدرسة برعي أفندي، وبعد مارس إلى ديسمبر 1882 عادت السيدة روزة لنظارة المدرسة، خلفتها السيدة شمس جيهان من يناير 1883 حتى أكتوبر 1889، في نفس السنة تم تغيير الاسم رسميًا إلى مدرسة السنية.
يشار إلى أن مدرسة السنية هي أول مدرسة لتعليم البنات، بعد مرحلة المبتديان (الابتدائي)، لتخريج معلمات.
بعد عصر الخديو إسماعيل تدهورت المدرسة وضم إليها مدرسة القربية، ما أفقدها قيمتها في نظر الناس، حتى كادت تتحول إلى ملجأ لليتيمات، وعدها ديوان المدارس مدرسة خيرية، مع عدم وجود من يدعمها ماليا، بعد أن سحب جشم هانم رعايتها، إلى أن أحيلت إلى ديوان الأوقاف عام 1885، ثم عادت لنظارة المعارف سنة 1889، وخرجت آخر دفعة لها في قسم مدرسة المعلمات عام 1932، ثم تحولت بعدها إلى نظامي الكفاءة والبكالوريا.
أما أشهر خريجات مدرسة السنية
باحثة البادية ملك حفنى ناصف (1886- 1918)
ولدت في الجمالية، وهي كبرى سبعة أبناء للشاعر المصري حفني ناصف القاضي، وهى أديبة ومثقفة مصرية وداعية للإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة المصرية.
التحقت بالمدرسة السنيّة وحصلت على الشهادة الابتدائية عام 1900، ثم قسم المعلمات بالمدرسة وهى خريجة أول دفعة عام 1903، التي خرجت طالبتين فقط، هي وفيكتوريا رياض عوض.
نبوية موسى (1886- 1950)
ولدت فى كفر الحكما بالزقازيق- شرقية- مصر، كان والدها يوزباشي بالجيش المصري توفى قبل ميلادها بشهرين.
عاشت في القاهرة وتعلمت بالمنزل بواسطة إخوتها، والتحقت بمدرسة السنية في الثالثة عشرة من عمرها بالرغم من معارضة أهلها.
حصلت على دبلوم المعلمات عام 1908، ثم حصلت على البكالوريا عام 1907، ولم يكن هناك مدارس ثانوية للبنات، إذ تقدمت للامتحان وسط ضجة كبيرة، لتكون أول فتاة تحصل عليها، وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية وكانت المدرسة فى الفيوم، ثم ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة، وافتتحت مدرسة بنات الأشراف في الإسكندرية ثم في القاهرة، كما أصدرت مجلة وأنشأت مطبعة.
هيلانة سيداروس (1904- 1998)
ولدت في طنطا والتحقت بكلية البنات القبطية وهي في الثامنة من عمرها ثم مدرسة السنية بمراحلها وفي السنة الثانية من إعداد المعلمات بمدرسة السنية تم اختيارها لبعثة إلى إنجلترا لدراسة الرياضيات، إلا أنها تحولت لدراسة الطب، لتصبح أول طبيبة مصرية، ثم عادت لتعمل بمستشفى كتشنر وافتتحت عيادتها الخاصة بمنطقة باب اللوق، وترجمت العديد من كتب الأطفال.
توحيدة عبدالرحمن (1906- 1974)
نشأت في الدرب الأحمر بالقاهرة، وهي الابنة الكبرى لوالدها عبدالرحمن مصطفى، موظف بالمساحة وخطاط للمصحف وصاحب مطبعة مصاحف، وهي أول طبيبة مصرية وظفت في الحكومة المصرية، ومن أول طبيبتين مصريتين مع هيلانة سيدروس، كما أن أختها مفيدة عبدالرحمن، هي أول محامية مصرية، وواحدة من أول ست بنات لبعثة مصرية (بعثة كتشنر) لدراسة الطب 1923.
مفيدة عبدالرحمن (1914- 2002)
هى أخت توحيدة عبدالرحمن الصغرى، وزوجة الكاتب محمد عبداللطيف الخطيب، حصلت على البكلوريا من مدرسة السنية 1934، والتحقت بجامعة فؤاد الأول لدراسة الحقوق، فكانت أول زوجة وأم تدخل الجامعة، وأصبحت أول مصرية تمارس المحاماة، وكانت عضو بالبرلمان المصرى لمدة 17 عامًا.
قد يعجبك ايضا
تعليقات