القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التواضع

112

كتب ….هاني شاكر حسن حسن…

 

التواضع

 انظر وتأمل الى تَواضعِ النبيُّ في التعاملِ مع الناس.. كلِ الناس الصغيرُ والكبيرُ الفقيرُ والغني…. .

س: هل تَتعامل هكذا مع كلِ الناس..؟ 

  هل تَعرفُ كَيفَ دَخلَ النبي صلى الله عليه وسلم مكةَ بعد الفتحِ والانتصار؟ لقد دَخلَ مُطأطأ الرأس. 

 يَقولون: حتى رَأينا جَبهةَ النبيُ تَلتصقُ بالناقة..

  يا الله!! بَعدما آذوه وَعذبوا اصحابهُ وقَتلوهم وحَاربوه صلى الله عليه وسلم..

 سبحان الله أيُّ تَواضع هذا.. من يَفعل ذلك في هذه الأيام.. انتصار عظيم.. ولكن…. يُقابله تَواضعُُ أعظم.. 

 اللهم اجعلنا من المُتواضعين المُحبين لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم أعنا على التواضع ووفقنا له. 

 واليك نماذجَ الصحابة رضوان الله عليهم في التواضع. 

 هذا أبو بكر الصديق يَقوم بنظافةِ بيتِ امرأة عَجوز وهو من

 إنه خليفة رسول الله .. 

 فمن تكونُ أنت..؟

 انك لا تُنظفُ بيتك.. لا تُساعدُ أمك.. لا تُساعدُ زَوجتك.. 

والبنتُ تقول لأمها:” أنا مَشغولة الآن.. أنا أصبحتُ في الجامعة معقول أنظف البيت”!!

 إنك لا تَفعلها في بيتك فما بالك بأبي بكر يُنظف بيت امرأة عجوز.

 أين أنتَ يا أبا بكر لتَرى أحوالنا؟

سؤال في غاية الصعوبة واجابة في غاية السهولة

  وانظر الى تَواضعَ سيدنا أبو بكر في هذا الموقف: يأتيه رجلُُ من المُؤلفة قُلوبهم فيقول: يا خَليفةَ رسول الله مُر لي بعَطاء، فيأمر له بعطاء ( قطعة أرض)، ويقول له: اذهب فأشهد عَليها عمر بن الخطاب..

 فذهبَ الرجلُ لعمر وقال له: ان أبا بكر كتب لي هذا، وأمرني أن آتيك لتشهد عليها

 فقال عمر: والله لا أشهد عليها، كُنتم تَأخذونها والاسلام ضَعيف، أما الآن فالاسلام قَوي، ثم أخذ الورقة وَمَزقها، 

 فذهب الرجلُ الى أبي بكر وقال: والله لا ادري أَيكما الخليفةُ ءأنتَ أم هو!!؟

فقال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه: هو ان شاء الله.

 تخيّلَ.. لو كنتَ مكان سيدنا أبي بكر امير المؤمنين، ماذا كُنتَ ستفعل؟ 

 ولكن هل تستطيع أن تتعلم من هذا الموقف..!؟ هل تَستطيعُ أن تكونَ مُتواضعا..!؟

 ليَتني شَعرة في صَدرِ أبي بكر..!!

 واليك نموذجا من فاروق الأمة يُعلمنا فيه التَواضع، ولكن تذكر شخصية عمر.. قوة سيدنا عمر.. ولا تنسى تَواضع سيدنا عمر الذي قال هذه المقولة:” ليتني كنت شعرة في صدر أبي بكر”.

 قس نفسك على هذا الكلام.. وقل أين أنا من خلق التواضع؟

 

 يا احنف.. تعال أعن أمير المؤمنين على ابل الصدقة

وَجاءَ وفد العراق لمُقابلة أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب يَقودهم الأحنفُ بن قيس، وهو سيد من سَادات العراق، فحينما وصلوا وجدوا سيدنا عمر يَغسلُ الابل بنفسه،

ويقول: يا أحنف تَعال أَعن أمير المؤمنين على ابل الصدقة،

 فقال رجل من الوفد: رَحمك الله يا أمير المؤمنين، هلا أمرت عَبدا من عَبيدك يُنظفُ هذه الابل. 

 فقال عمر: وأي عَبد هو أَعبد مِني، ومن الأحنف بن قيس، ألم تعلم أنه من ولي أمر المسلمين كان لهم بمنزلة العبدِ من السيد؟!

يا الله.. عمر بن الخطاب يَغسلُ الابل بنفسه.. كيف ذلك!؟

 أمير المؤمنين ينظف الابل..!! وكأننا نقرأ قصة خيالية، لكن التواضع يفعل أكثر من ذلك، هل تشك في هذا الكلام؟

 جرّب وسيتبدل الشكُ باليقين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات