كتب …هاني شاكر حسن …
اللحظات الأولى في الجنة ستكون مبهرة جداً
حين نرى الأنهار ! والقصور ! و الثمار ! والخيام ! والذهب ! واللؤلؤ ! والحرير !
حين نلتقي بأحبة ماتوا منذ زمن وغابوا عن أعيننا
حين يلتقي الابن البار بأمّه وأبيه !
والوالدان بابنهما الذي مات صغيراً !
ويلتقي الأخ بأخيه المشتاق إليه !
حين نرى المريض شُفي !
والأعمى يبصر !
و المهموم قد سُعد !
والشيخ عاد شاباً !
والعجوز رجعت فاتنة !
حين نلتقي بالأنبياء عليهم السلام !
ونسلم على الصحابة رضوان الله عليهم !
ونصافح علماء الأمة !
ونشاهد مجاهديها !
ونرى شهداءها !
و نبصر الملائكة بأعيننا رأي العين !
يسوقوننا إلى نهر الكوثر فيستقبلنا حبيبنا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويسكب لنا بأكواب من ذهب وفضة ونشرب من يده الشريفة الطاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبداً !!
و يقال لنا : هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه !
وتلك خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها
والقادم من هناك عمر رضي الله عنه !
وذاك الحيي عثمان بن عفان رضي الله عنه !
وهذا علي وبجواره سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهم !
وذاك ترجمان القران ابن عباس رضي الله عنهما !
والذي تحت تلك الشجرة هو خالد بن الوليد رضي الله عنه !
وهذا الراوية أبو هريرة رضي الله عنه !
ويلوح لنا من بعيد أذان نديّ شجيّ نقترب نحوه وإذ به بلال رضي الله عنه !
ثم نسمع صوتاً عذباً كالمزامير فيهلل الجميع مستفسرين عن صاحب هذا الصوت ، فنتفاجأ بأنه نبي الله داود عليه السلام !
حينها نرى :
مريم عليها السلام !
وأصحاب الأخدود !
وأهل الكهف !
وأصحاب السفينة !
ومؤمن آل فرعون !
ومؤمن أصحاب القرية !
وذو القرنين !
حين ينادينا الخالق ﷻ : (( يَا أَهْلَ الجَنَّةِ ؟ )) فَنقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ
فيقول سبحانه : (( تريدون شيئاً أزيدكم ؟ )) فنقول : مَاذَا نَسْأَلُكَ ، أَيْ رَبِّ ؟! ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ؟ وتنجنا من النار ؟
فيكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب
حينها نشعر بأعظم نعمة في الجنة
وهي رؤيته جل وعلا …..
كيف ستكون لحظة ….
…. رؤية الله ﷻ ….. وهو ﷻ ينادينا : (( اليوم أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي ، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ))
كيف ستكون أول لحظة في الجنة ؟!
وقد انتهى العمل والتكليف
وفرغ الناس من الحساب
و غادرنا عالم النفاق و الشرور والحروب والكراهية
واختفت وتلاشت الهموم والمشاكل والشيب ووهن العظم وضيق الصدر والأدوية والأجهزة والمهدئات !!!!!
إنها الجنة التي تستحق أن نجتهد ونجاهد ….
(( ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة )).
اللَّـهُـــــمَّ اجعلنا و والدينا وإخوتنا وأخواتنا وذرياتنا وأهلنا ومن له حق علينا من أهل الجنة برحمتك وفضلك وعفوك وكرمك يا الله
اللَّـهُـــــمَّ آمـــــين يا ربَّ العالَمين يا أرحم الرّاحمين يا الله