القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

 مصائب قوم عند قوم فوائد

106

 كتب _ المحمودي علي

تكبد العالم خسائر كارثية خلال الفترة الماضية جراء إنتشار وباء “كورونا ” ، فعلي الصعيد الصحي ، قد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات يصل إلى ٣ مليون حالة وفاة  ،بينما أشارت الإحصائيات الأمريكية إلي أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة فقط تتخطي ٧٠٠ ألف،أي ضعف ما فقدته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى والثانية

أما عن الخسائر الاقتصادية فقد أعلن صندوق النقد الدولي في الأشهر الماضية أن معدل إنكماش الاقتصاد العالمي يتراوح بين ٦% إلي ٩% ،حيث تكبد الاقتصاد العالمي خسائر أكثر من ١٥ تريليون دولار، إضافة إلى زيادة معدلات البطالة التي تصل إلى ١٠٠ مليون نسمة عالميا.

فهل من مستفيد؟  نعم المستفيدون كثر، فعلي مستوي الأشخاص نجد من يقوم بتزوير نتائج المختبرات لفحص pcr وكذلك شهادات تلقي اللقاح.

أما علي مستوي الكيانات الكبري كشركات الأدوية والمستلزمات الطبية فحدث ولا حرج، فقد حققت هذه الشركات أرباحا لم تحققها منذ سنوات، فمثلا شركات تصنيع أقنعة الوجه  (الكمامات)والقفازات تتصدر قائمة المستفيدين مع تزايد عدد المستهلكين حيث انعكس هذا الإقبال الملحوظ علي أرباح شركة “ألفا برو تيك” أكبر الشركات المنتجة للمستلزمات الطبية التي إزدادت بنسبة أكثر من ٧٠% عن فترة ماقبل الجائحة. والشركات المصنعة للقاح فقد تصدرت شركة فايزر العالمية قائمة المستفيدين حيث بلغت أرباح الشركة ٣،٥ مليار دولار في الربع الأول من هذا العام،أما شركة استرازينيكا فقد حققت أرباح تصل إلى ٢٧٥ مليون دولار خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري بينما ارتفعت أسهم شركة موديرنا في بورصة نيويورك بنسبة  ٣٠٠%

وعلي الجانب الآخر نجد أن شركات التكنولوجيا والاتصالات العملاقة في دائرة الضوء بسبب الأرباح القياسية غير المسبوقة،حيث أصبح التعامل في كافة مناحي الحياة من حركة بيع وشراء وعمل عن بعد وتدريب وتدريس وتواصل رقمي من خلال الإنترنت أمرا ليس له بديل أثناء الالتزام بالتباعد الشخصي طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فعلي سبيل المثال إيرادات شركة أمازون وأبل وفيسبوك ومايكروسوفت والفابت المالكة لمحرك البحث جوجل تصل إلى ٣٢٢ مليار دولار خلال الربع الأول من هذا العام.فيجب علي كل هذة الكيانات ذات الأرباح الطائلة المساهمة في دعم المجتمعات الفقيرة في الرعاية الصحية والتوعية والتعليم لتكون خطوة علي طريق التضامن والتكامل. .


قد يعجبك ايضا
تعليقات