القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

“اخِر خَمسِ دقائِق قبل النوم تَجولُ الأفكار التي دَارَت بِالنَّهار”

315

القاهرية
بِقلم/رغد ابراهيم جاد

_بينما أنا جَالِسةٌ في المقعدِ الخَلفِي بِجوار النَّافذة أتأمَل الطُرقات،أَفَقْتُ مِن شُرودي علي صَوتِ امرأةٍ تتحدثُ في الهاتِف وأنهت المكالمة وهي تَتَأفَفْ كَارِهةً لِمَا سَمِعته…كان الحوار يدور بينها وبين المتصل كالآتي..
المرأة:-نعم!! يعني ايه؟!
-المتصل……
المرأة:-هو حرام لو ساعدتني شويه هو أنا حديد؟!
-المتصل…….
المرأة:-معاك حق ما أنا الخدامة اللي اشتريتها
-المتصل……..
المرأة:-مع السلامة
ومن ثُمَ أغلَقَت الخط وانتهت المكالمة
بعد مرور بضع دقائق -المرأة:معاك على جنب لو سمحت

نَزلَت تِلك المرأة حَامِلَةً بِيدِها عِدَة أكياس مُحمَلةً بِفاكهةٍ وخُضرواتٍ وأغراضٍ لِلمنزل،يبدو وأنها قد اشتَرتها وهي عائِدة مِن العمل…نعم هي أيضًا تعمل مُعلمة في إحدي المدارس الثانوية وهذا ما ذَكرتهُ لِامرأةٍ كَانت جالِسةً بِجوارِها وهي تَشكُو من الضغطِ الواقِع عليها ومِن صَرامةِ المُدير معهم في المُعَامَلةِ.

أكمَل السَّائِقُ طَريقه،ورن هاتِفي وكان المُتَصِل أبي.
-الو خلصتي محاضراتك؟
=ايوة يا بابا و في الطريق
-طب يلا علشان تتغدي معانا
=حاضر
-مع السلامه…..انتهت المكالمة.
عُدتُ إلي المنزلِ وتناولنا الغداءَ سويًا… انتهي اليومُ وذهبتُ إلي فراشي لِأفيقَ مُستقبِلَةً يومًا جديد.. إذ فجأةً أخَذَت أحداثُ اليوم تَتَضَارَب في رأسِي مُتلَاحِقة تتشَاجَر أي مِنها سيُقلِق نَومِي ويُعكِر صَفوِي

تذكرتُ موقِف المرأة الذي حدَث بسيارةِ الأُجرة وأنا عائِدة لِلمنزل،أخذتُ أُفكِرُ بأمرِها…
_هل يا تَري عادَت وأكمَلَت عملها بالمنزل وهي مُتعبةٌ بِِهذا الشكل؟
_لِمَا لا يُعينُها زَوجِها بأعمالِ المنزل إن كانَ مُتفرِغًا؟
_أليسَت الراحة مِن حقِها هي الأُخرَي؟

هي أيضًا ترغب في الخروج بنزهَةٍ قَصيرةٍ مع إحدَّي صديقَاتِها.
هي أيضًا ترغب بالجلوسِ بمفردِها كي تستجمِع قِواها لِتُعاوِد الصُمود وبداية يومً جديد.
فَلِمَا لا يُساعِدُها؟!
هذا لا يُقلِل من شأنِكَ كَرجُلٍٍ.. إطلاقًا،بل سَيُزيد الوِدَّ بينَّكُما ويزرَعُ الحُبَ فِيكُما.

لِما لاتَتَبِع خُطَا حبيبُنا رسول الله(صلي الله عليه وسلم)
فكانَ خيرَ مُعينٍٍ لِزوجِه…كانَ رحيمًا لطيفًا بِنا.
حيثُ قالَ:(صلي الله عليه وسلم) “استوصو بالنساء خيراً”

“يا ابن آدم قَد خُلِقَت مِن ضِلعِك فكُن هَينًا لَينًا مَعها”

قد يعجبك ايضا
تعليقات