بقلم/مريم عزمي البدري
هل تعتقد أن حياتي جنة، تعتقد أنني أعيش حياتي، صور لك عقلك أنني في سعادة هائلة، ما رأيك أن أصطحبك في جولة لعالمي، سنسافر عبر الأزمنة وستأتي إلي طفولتي ومن ثم شبابي، هي بنا ولكن لا تخاف مما ستشاهده، أهلٱ بك إلي عالمي، حياتي البائسة الحزينة، هيا بنا في جولة لأكشف ترهات ما تقول، في طفولتي ستجد طفلة جميلة نشبة بأبيها كباقي الأطفال هذا المشهد كالبشر ولكن إنقلبت طفولتي رأسٱ علي عقل، أفل من تعلقت به كأنه طوق في رقبتي، رحل أبي وسحقت طفولتي، فلا تبكي بشجن أيها الزائر فالقادم أسوء، هي بنا إلي شبابي حين سحقت وزوقت الثكل وأنا مازلت حية، هنا في هذا المشهد بعد ما أفل أبي، ستجد فتاة تبكي في كل ركن في حياتها، شبابها الذي يجب أن بجب طرقها ساحات حزنها جعلها أزقة، قلبها أصبح عجوزٱ، حزنها سائد في كل مكان، فقلبها لم يفد من أسر التعلق، من منها يقطع قلبها ويتمني لها الثكل أمس قبل اليوم، ولكنها مازالت تحن لأيام سعادتها، هل وجت فتاة سبب تعاستها طوال عمرها أبيها، شعفها له أحرقها، علمت فيما تختلف حياتي عن حياة الٱخرين، ما بك أيها الزائر تسيل من عيناك الأوداق وابلة، لا تحزن فأنت زائر، فما بالك فالمقيمه في هذا الجحيم، لا تنخدع بهذه الضحكة المزيفة فأحيانٱ تكون ستار لديچور حالك، هيا بنا أيها الزائر فعظام صدرك كادت أن تصرخ من كثرة البث، وأثق أنك لم ترغب في تكرار تلك الزيارة مرة أخري فمن ينجوا من جحيم جهنم مستحيل أن تكون لديه رغبة لزيارتها مرة أخري ولكن جهنم التي أقيدت نارها من جرح البشر وكسراتهم بالنسبة لي كالجنة، كل حرقة من هذه النار علمتني درسٱ، أصبحت جاحده لا يهمني أحدٱ ولا شيئٱ، تعافيت بالكامل وضمت حروقي، وأصبحت القوة العاقلة المنتقمة، لا الضعيفة الحمقاء المستسلمة.