القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

السر فى تميز الباندا العملاقة بالأسود والأبيض

83

 

كتبت نجده محمد رضا

تظهر الباندا العملاقة شكل من أشكال التمويه الدفاعي هربًا من المفترسات مع أن الباندا
تصنف رسميًا على أنها آكلات اللحوم خلافًا للاعتقاد الشائع

عند النظر إلى الباندا العملاقة عن قرب في حديقة حيوانات، فهي عبارة عن مزيج ملفت للنظر، دب أبيض مع أرجل أمامية وأرجل خلفية وأكتاف سوداء، ووجه غير عادي مع فرو أسود حول العينين والأذنين. بمقارنة هذه الأجزاء المختلفة من الجسم بتلوين الحيوانات آكلة اللحوم الأخرى والدببة وجد الباحثون أن الحيوانات آكلة اللحوم ذات الظهر الأبيض توجد في البيئات الثلجية، و ذات اللون الداكن في الموائل الظليلة. ما يشير إلى أن الفراء كان تكيفًا من قبل هذه الكائنات للتمويه في بيئات مختلفة.

من خلال مطابقة كمية الضوء المنعكس من فراء الباندا العملاقة مع الأشياء الطبيعية، اكتشف الباحثون أنها تمتزج مع جذوع الأشجار للتمويه.

على عكس العديد من أنواع الطيور، فإن معظم أنواع الثدييات البالغ عددها 5000 نوع ذات لون بني أو رمادي باهت. ولكن هناك عدد قليل من الاستثناءات المعروفة والمثيرة للاهتمام، وأبرزها الحمير الوحشية والظربان والحيتان القاتلة. ولعل أشهرها “الباندا العملاقة”، التي تتميز باللونين الأسود والأبيض.

في الوقت الحاضر، الباندا العملاقة محصورة في الغابات المعزولة في غرب الصين، حيث يوجد عدد قليل نسبيًا من الحيوانات المفترسة. لكن خلال الفترات السابقة التي كانت تتنقل فيها الباندا عبر الصين إلى فيتنام كان التمويه فعالًا ضد الحيوانات المفترسة المهددة للباندا العملاقة مثل النمور والفهود والدببة السوداء الآسيوية والكلاب البرية

تواصل العلماء مع باحثين آخرين في الأكاديمية الصينية للعلوم لديهم صور نادرة للباندا العملاقة البرية. إذ تم التقاط صور الدببة في بيئتها الطبيعية على مسافة من الكاميرا. وباستخدام أحدث تقنيات تحليل الصور اتضح أن الألوان الفريدة تعمل بالفعل على إخفاء الباندا العملاقة. من خلال مطابقة كمية الضوء المنعكس من فراء الباندا العملاقة مع الأشياء الطبيعية في الخلفية، اكتشف الباحثون أن بقع الفراء الأسود الخاصة بها تمتزج مع الظلال الداكنة وجذوع الأشجار، في حين أن البقع البيضاء تتطابق مع أوراق الشجر الساطعة والثلج عند وجودها. أيضًا يتطابق الفراء البني الشاحب مع لون الأرض. الأمر الذي يوفر لونًا وسيطًا يسد الفجوة بين العناصر المرئية المظلمة جدًا والخفيفة جدًا في الموائل الطبيعية.

بعد ذلك، قام الباحثون بفحص شكل ثانٍ من أشكال التمويه، يُسمى التلوين المضطرب، حيث تقوم البقع المرئية للغاية بتفكيك الخطوط العريضة من خلال مزجها مع بقع في الخلفية. ووجد العلماء أن الباندا العملاقة تظهر هذا الشكل من التلوين الدفاعي، خاصة في مسافات المشاهدة الأطول التي لا تقل عن 60 مترًا. إذ أنه في هذه المسافات، يصبح من الصعب التعرف على الباندا العملاقة حيث تمتزج بقع الفرو الأسود مع الصخور الداكنة في الخلفية وجذوع الأشجار. كما استخدم العلماء تقنية جديدة لرسم خرائط الألوان لمقارنة مدى اندماج الحيوانات في خلفيتها عبر مجموعة متنوعة من الأنواع، بما في ذلك الباندا العملاقة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات