القاهرية
العالم بين يديك

سعادة أم سراب؟!

178

كتب/ محمد جابر
من خلال تأملاتي الدقيقة، والبحث الدؤوب عن الذات الإنسانية وما تسعى إليه، اكتشفت أن الأغلبية منا مفهومهم عن السعادة خاطىء أو بالأحرى هم يفتشون عن نوع واحد منها ألا وهو السعادة المؤقتة : التي تتمثل مثلًا في سهرة لذيذة، مباراة كرة قدم شيقة، أو أي مُتعة قصيرة المدى عمومًا.
في حين أننا نغفل عن أنواع أخرى أجمل وتضمن تحقيق السعادة على المدى الطويل أو هي بالأدق تقلل من الأشياء التي تجلب لنا مشاعر وأحاسيس ليست بالجيدة على الإطلاق ..
أحد هذه الأنواع هو ” الرضا “.. أن ترضى عن أي شيء كائنًا ما كان، عن حياتك وعن نفسك وعن كل ما قمت به من سيء وأسوأ منه، وعن ما لم يتم تحقيقه وما لم تنله، ستجد نفسك لست كارهًا للحياة ولا تسب عيشتك ولا تجلد ذاتك ع الكبيرة والصغيرة.
تدرك أن الحياة خالية من معاني الكمال، والأهم أنك لا تُلقي بالاً البتة لنقصانها، ستختلف نظرتك للأمور، وتذهلُ من كم النضج الذي مُلئت به.. ومن ثم ترضى عن نفسك وربما تحبها.
ثاني الأنواع – والذى أرى أنه أولى أن يُطلق عليه مصطلح السعادة أكثر من السعادة نفسها – الراحةُ.. الراحة النفسية على وجه الخصوص.. سعيك خلف الراحة بابتعادك عن كل ما ينغص عليك سلامك الداخلي سواء مناقشة مع شخص متخلف لن تعود عليك بأي فائدة، أو تركك لأي علاقة مؤذية أو إغلاق باب يأتيك منه الريح أو الإقلاع عن فعل كل ما يشعرك بأنك لست على سجيتك أو غيره.. ستجد له تأثير ليس بالهين على حياتك وسيبعدك عن مواقف وأمور أنت في غنى عنها أو الخوض فيها وسيقتلعك من عبث البشرية وفوضاها.
الحياة أصعب من أن تُهونها بالجلوس على مقهى، أو بمشاهدة فيلم أو بانغماسك في مسلسل مثير؛ لذا لا بد أن تُفتش عن حلول جذرية طويلة الأمد.. وإلا ستموت قبل أن تعيش.

قد يعجبك ايضا
تعليقات