بقلم – رشا فوزي
حكاية كل النساء
تدلّت أرجلهن في مياه النهر الرتيبة، قالت الأولى بعنفوان حالم:
– سيتغلب البطل في روايتي على جميع العقبات حتى يتزوج فتاته ويعيشان معا في الجنة.
نظرت لها الثانية مشفقة قائلة بقهر:
– سيُظهر البطل في روايتي وجهه الحقيقي بعد الزواج، وسيصبح مصدر تعاسة لزوجته لا ينضب.
نظرت لهما الثالثة شذرا قائلة بحنق:
– سأجعل من البطل في روايتي عبرة لكل من تسوّل له نفسه استضعاف المرأة.
ثم التفتوا الثلاثة لرابعتهن؛ تلك المستغرقة بوجوم في عالمها الخاص، غير مبالية بحديثهن، تسأل نفسها بإلحاح:
– وإلى متى سأظل أبحث عن البطل المناسب لروايتي؟!
تمت
مراجعة النص
بقلم ا/محمد البنا
———-
وهذا حالنا لا يخفى على أحد، هكذا قالت النساء في حكايا النساء..أربع نساء اتخذتهن القاصة نماذج أنثوية قصدت من ذكرهن أن يشملن عموم النساء ( المقهورات ذكوريًا في مجتمع ذكوري)، بغية ألقاء بعض ضوء يكشف معاناتهن الحياتية ( معنويًا وماديًا)، وهدفهن الانتقام حين تمكن، وأنّى يتأتي التمكن من ذكر مسيطر؟! ..لذا لجأن إلى الخيال، والانتقام منه في شخوص رواياتهن والتشفي، عدا أنموذج أنثوي واحد، لم تنل حظها من القهر بعد، فتبحث بقلبها وتنحت الصخر بأظافرها بغية العثور أو التعثر في ذكر تشتهي قهره كما تشتهي صدره!
أنموذج لا ولم يأبه بحكاوي وتجارب من سبقنها من نساء، استمعت منصتة إليهن، وتجاوزت عامدة متعمدة تمنياتهن السوادوية، وكأني بها تقول لهن” أنا أكثركن تعاسة، لأن لا ذكر طرق بابي وفض ثيابي، وادفأ فراشي، وضلل شمسي، وناغشني، فليأتي وليقهرني أو يفعل بي ما يشاء..أنه رجلي وكفي ”
عود على بدء..كلهن شرقيات في مجتمع شرقي، لهن نفس الفكر ونفس الرؤية ونفس الإحساس بعدم المساواة، وتأتي آخراهن لتضع النقاط فوق الحروف..الحياة رجل وأنثى..قولٌ فصل.
تمت