القاهرية
العالم بين يديك

تهميش مادة التربية الدينية في المدارس وآثاره

115

 بقلم – نادرة سمير قرني 

لماذا تم تهميش مادة التربية الدينية بالمدارس؟ وما هي الآثار السلبية لذلك؟ وهل يمكن مواجهتها؟
إن العملية التعليمية بمصر لم تعد كسابق عهدها؛ ولا أجيال اليوم كأمثال أجيال القرون الماضية، أجيال اليوم قد يكون أغلبهم متعلمين ومثقفين، ولكن أغلبهم إن لم يكن معظمهم ليس لديهم المعرفة الكافية بمبادىء وقيم وأمور دينهم، سواء أكان هذا الدين الإسلامي أو المسيحي،لماذا؟
الإجابة بسيطة جداً لأن الدين تم تهميشه بالمدارس، حيث تم اعتباره مادة لا تضاف للمجموع، بل إن عدد الحصص المخصصة للدين سواء للدين الإسلامي أو المسيحي قلت جداً، فتكاد لا تتعدى حصة أو حصتين أسبوعياً، وبناء عليه فإن الطالب ذاته اعتبر أن الدين مادة غير ذات أهمية ولا تضاف للمجموع بمعني أن استذكارها أو عدمه لن يؤثر على المجموع، وبالتالي كان موضع كتاب التربية الدينية في درج مكتبه أو بشنطة المدرسة لا يخرج منها سوى في حصة التربية الدينية، أو ليلة الامتحان لقراءة الدروس قراءة سريعة لحل ما يمكن حله في الامتحان بما يضمن درجة النجاح، هكذا أصبحت تفكر أجيالنا الحالية في دينها، وهذا ليس إلا ناتج لما فعلناه نحن بتهميشنا للمادة.
النتيجة لتهميش مادة التربية الدينية لم تقتصر على عدم معرفة الأبناء بقيم ومبادىء الدين، ولكن ظاهرة بل قنبلة موقوته انفجرت في المدارس المصرية كناتج لذلك وهو الشتائم وسب الدين؛ نعم الشتائم وسب الدين…. ليس هناك أي داعي للاستغراب من هذا… إنني أسمع يومياً كم من شكاوي الطلاب غير العادية لماذا لأن البعض يسب البعض الآخر وهي الفئة الأقل التي مازالت لديها قيم، يسبه نعم يسب أبناؤنا اليوم بعضهم البعض في المدارس بالأب والأم، بل بالدين أيضاً، أما عن الشتائم فهي سيل منهمر تسمع منه ما طاب ولذ من الشتائم والتي تجعلك لا تكاد تصدق ذاتك من هول الشتائم التي يشتم بها أبناؤنا بعضهم البعض.
والسؤال الذي يطرح ذاته هل هؤلاء هم رجال الغد الذين يسبون دينهم، ويلعنون أبائهم وأمهاتهم، ويقذفون بعضهم البعض بأسوأ العبارات وأفظع الشتائم، ولا حاكم ولا مانع لهم في ذلك .
والآن ما الحل ….إن الحل يكمن ببساطة في مجموعة من الإجراءات الحازمة والتي لا رجعة فيها، وأولها ضرورة أن تعتبر وزارة التربية والتعليم التربية الدينية مادة أساسية تُضاف للمجموع مثلها مثل كل المواد التي يستذكرها الطالب ليلاً نهاراً من أجل الحصول على الدرجة النهائية بها، هذا بالإضافة إلى ضرورة زيادة الحصص المخصصة للتربية الدينية، وعلى وزارة الأوقاف أن تعمل جاهدة على تكليف مشايخها وواعظيها بإلقاء محاضرات وندوات عن الدين بالمدارس، وعلى الوالدين ضرورة الاهتمام بالجلوس مع الطالب وإعطاء الدين الوقت الكافي في تجمعاتهم وعلى الوالدين تزويد الأبناء بقيم ومبادىء الدين، والبعد عن ما يناقض تعاليم الدين فى تعاملاتهم مع الآخرين؛ ذلك لأن الطفل كقطعة الاسفنج تمتص كل ما تراه وتسمعه، وعلى وسائل الإعلام والرقابة منع المشاهد غير اللائقة والتي تحتوي على ألفاظ لا تتناسب والدين الإسلامي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات