القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

يونس والحوت

112

 

كتب _ نهال يونس

قصص الأنبياء كلها عبر وآيات ،ففي كل قصة عبرة عظيمة علينا أن نعتبر بها ومعجزة إلهية أيد الله بها رسله وأنبياؤه رحمة منه بعباده …معنا بعض من قصص الأنبياء ومعجزاتهم وكل رسول أو نبي كان يشكو إلى الله من قومه إلا رسول الله محمد صبر على ابتلاء قومه له وعلى نكران دعوته وسوف نطرح بعض من هذه الشكاوي في سلسلة من المقالات .وتناولنا المرة السابقة قصة سيدنا نوح والآن سوف نتناول قصة سيدنا يونس ..
يونس بني متي بعث في العراق في قوم نينوي،لقب بذا النون لأنه صاحب الحوت بعث في قوم انتشر الشرك بينهم وكانوا يعبدون الأصنام فأوحى إليهم ليرشدهم إلي عبادة الله وحده لا شريك له إلا أنهم كذبوه وتمادوا في شركهم وكفروا برسالته واستمرت دعوته لقومه ثلاثة وثلاثين سنة إلا أنه لم يؤمن معه سوى رجلين ،فشعر يونس عليه السلام باليأس في قومه فأخبرهم بحلول العذاب خلال ثلاثة أيام ،خرج وظن أن الله لن يؤاخذه بهذا الخروج ،وبدأت علامات العذاب في الظهور سحب سوداء وغشيهم دخانها اسودت سطحوهم ،تأكدوا من الهلاك فما كان منهم إلا أنهم صدقوا بدعوة يونس ،عادوا إلى الله تائبين نادمين فأتوا برجل حكيم فسألوه عما يجب فعله أرشدهم إلى طريق التوبة والتقرب إلى الله ،وبسط الله تعالي من رحمته ،وتمنوا أن يرجع يونس ليعيش بينهم ناصحا موجها إلا أن يونس خرج غاضبا في طريقه إلى البحر وركب السفينة ،حينما وصلت السفينة اضطربت واهتزت فلم يجدوا سبيلا للخلاص إلى أن يلقوا
بأحدهم في البحر فخرج سهم يونس عليه السلام ثلاثة مرات ،فلم يجد يونس إلا أنه يلقى بنفسه في البحر ،وظن أن الله سينجيه من الغرق ،وبالفعل ألقى بنفسه وأقبل إليه الحوت والتقمه،وحينها ظن أنه هالك لا محالة لكنه حرك يديه وساقيه فتحرك فسجد لله شاكرا له لنجاته ،ظل ذا النون في بطن الحوت ثلاثة أيام ،سمع فيها أصواتا غريبة لم يفهمها ،فأوحى الله تعالى له أنها تسبيح مخلوقات البحر فأقبل هو الأخر يسبح الله تعالى ” لا إله إلا أنت ،سبحانك إني كنت من الظالمين “،وبعد ذلك أمر الله الحوت فقذفه على اليابسة ،وأنبت عليه شجرة يقطين ليستظل بها ،ويأكل من ثمرها حتى نجا ،بعد ما تعافى يونس أخبره الله تعالى بتوبة قومه ،وقبوله لها ،وقد أمره الله تعالى بالعودة إليهم ناصحا ، فنفذ أمر ربه وعاد إليهم وأنعم الله عليهم من خيره وفضله وعاشوا مع نبيهم على الصراط المستقيم إلى أن انحرفوا فبعث الله عليهم عذابه ودمر مدينتهم.
هناك بعض الدروس المستفادة من قصة يونس عليه السلام..
الابتعاد عن الغضب فلما خرج يونس عليه السلام من بين قومه ظن أن أرض الله واسعة،وأن هناك قوما أخرين سيبعثه الله إليهم وسيستجيبون لدعوته .
تجنب العجلة فطريق الدعوة ليس سهلا وإنما ملئ بالصعوبات ،والداعي معرض للأذي من المدعوين ؛ حيث قال الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)،الصبر ،وعدم اليأس من قلوب المدعوين.
الدعاء حبل الوصال بين السماء والأرض فمن رحمة الله بعباده أنه لا يخيب رجاؤهم ولا يقطع عليه حبل الدعاء ،قال رسول صلى الله عليه وسلم” (ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا نزَل برجلٍ منكم كَربٌ، أو بلاءٌ، مِن أمرِ الدنيا دعا به ففرَّج عنه ؟ دعاءُ ذي النونِ : لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانَكَ إني كنتُ منَ الظالِمينَ).

قد يعجبك ايضا
تعليقات