القاهرية
العالم بين يديك

صراع

118

حنان فوزي عبد الحافظ
وقفت أمام المرآة تنظر لحالها بعد ثلاثة أعوام من الصراع.
وجهها الذي خطت الأيام بمخالبها التقويم على قسماته.
جسدها الذي ذبل حتى لا تدرى أهو لامرأة ناضجة أم لطفلة تخطو بتردد لأعتاب البلوغ.
شعرها الذي فقد بريقه ورونقه وفي بعض أجزائه بدت منابته واضحة.
جال بخاطرها أنها ترى امرأة أخرى لا تمت لها بصلة. امرأة لا تعرفها وإن كان عليها التعايش معها.
وكيف لا ؛ هل ظنت أن كل هذا العذاب سيكون بلا ثمن ، كل هذه التجارب ،كل هذه الممارسات .
ولكن جزءا خفيا بداخلها يعرف أنها تبدلت للأفضل ؛ لم تعد تلك المرأة المدللة ،لم تعد تلك السخيفة التي لا هم لها سوى الموضة و الأزياء.
لا تعرف هل تسمي هذا انتصارا أم هزيمة مدوية.
فتحت أحد الأدراج بهدوء وأخرجت ورقة التحليل التي تؤكد خلو جسدها من المرض اللعين وبلا رجعة.
علت وجهها ابتسامة إضاءته وهي تفكر: لقد انتصرت..

قد يعجبك ايضا
تعليقات