القاهرية
العالم بين يديك

امرأة مختلفة عن كل النساء

127

للشاعرة/ فاطمة المغيربي من مينة الوديان نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس

وأنا الذي تواطأت علي قطط مشاغبة
بعينيها
وابتسامة من سحر الغموض
ورقة أمطار صيفية على شفتيها
تنزل على وهج روحي المتعطشة جمرا
أتقد وألتقط أنفاسي المتهدجة
لملمت دهشتي
وقلت :
ويحك من أنت ؟؟… من أين أتيت ؟؟
أمن رحيق القوافي تعطرت
ومن لمى المحابر سكرت
أم من غياهب الأساطير والخرافات
بعثت؟!
أتعلمين يا امرأة مختلفة عن كل النساء
اللاتي عرفت واللاتي لم أعرف
أتعلمين أنك شققت الصدر بهمسة
صهلت في نبضي فجمح
فرس قد أضعت لجامه
ويحك … يا مهرة الأدغال
يا لبؤة العرين
بماذا أسميك وكل الحيوانات المتوحشة
والضارية وحتى اللطيفة والأليفة
سكنت فيك …
وتمازجت في روحك الساكنة المتوثبة
الهادئة الصاخبة الحائرة الثائرة المستسلمة
بعينيك رأيتك تحتجزين أنهار العالم وبحاره
وبين كفيك جمعت الشمس والقمر والمطر وليمة عشق
ألغيت الخرائط طولا وعرضا
وعلى جسدك المحموم رسمت كل التضاريس
تبدين كقلعة معمرة بكل غموض الأساطير
بعبق التاريخ والحكايات المدهشة
قلعة الرهبة لا أحد تسول له نفسه اكتشاف
أسرارها أو فك طلاسم الغازها
قلعة الأسوار العالية والمدافع مصوبة من كل الاتجاهات
لكنني الوحيد الذي اكتشفت أنك آيلة للسقوط
في الحب
فاعترفي أن كلماتي قد صدعت صلابتك المزعومة
وعرت فيك تلك الأنثى المنتظرة
على ضفاف الأمل
والفارس لم يأت. …
ويحك رأيتك بعيني تقضمين أصابع الكلمات توترا
وترتعدين وأنت تكتبين كلماتك الكاذبة وترممين رباطة جاشك الضائعة بين همساتي
اعترفي سيدتي قد غزوت قلعتك الليلة
كل مدافعك كانت عرائس من السكر
وأسوارك من ورق وبلور
وأنا المنهزم الوحيد أمام جبروت عينيك
وسمحت للقطط الساكنة في كحلهما
أن تخربش ما بقي فيٌ من رجل
تسكنه قصيدة
فاطمة المغيربي

قد يعجبك ايضا
تعليقات