بقلم ايمان مصطفي المسلماني
العالم الثالث أصبح بين الخيال والتنفيذ وهو بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي لكن تلك الحياة ستكون افتراضية بصورة كلية للأجيال القادمة، وهذا ما يخطط له مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع فيس بوك، أو كما سماه مؤخرًا “ميتا”، وهو تغير مهم على مسار مشروعه “الميتافيرس” أو “العالم الماورائي” والذي من شأنه تغيير مستقبل البشرية؛ كما يزعم زوكربيرج
معظمنا استمتع بأفلام افاتار والماتركس ولكن كانت ضمن سلسلة افلام الخيال العلمي وما كان خيال فقد أصبح حقيقة ولكن لا ينجح مارك بمفرده في هذا السباق لابد من مشاركة عمالقة التكنولوجيا كمايكروسفت وجوجل وغيرها من الشركات التي تجتمع لعمل واقع موازي للحياه الحقيقية
“ميتا”.. رهان فيسبوك على الواقع الافتراضي دون ضمانات
فبدلاً من أن تكون التفاعلات البشرية واقعية ومحسوسة عبر التلاقي المادي أو تكون غير مادية وغير محسوسة عبر التلاقي الرقمي من خلال شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، سوف يكون هناك طريق ثالث يسد الفجوة بين هذين العالمين (الواقعي والرقمي)، ليظهر عالم ثالث افتراضي يأخذ من الواقع شيئاً، ومن الإنترنت والتقنيات الذكية أشياءً وخصائص أخرى.
وبالتالي تُثار تساؤلات من قبيل؛ ما هي شكل هذه الحياة الجديدة؟ وهل سينجح مارك زوكربرج في إنشائها؟ وما هي حدود التمييز بينها وبين العالم الواقعي؟ وكيف ستؤثر على الحضارة الإنسانية والعمران البشري؟ أسئلة كثيرة قد تكون لبعضها إجابات حالية والبعض الآخر ما زال غير معروف، وهذا ما سعت دراسة تحت عنوان “هل يسد “الميتافيرس” فجوة العالمين الافتراضي والواقعي؟” إلى توضيحه.
الميتافيرس
وتشير الدراسة الصادرة عن “مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة”، إلى أن؛ أول من استخدم مصطلح “الميتافيرس” Metaverse هو “نيل ستيفنسون” في رواية الخيال العلمي “Snow Crash” عام 1992. وتتكون الكلمة من مقطعين؛ الأول Meta وهو الاسم الجديد الذي تغيرت إليه فيس بوك، ويعني “ما وراء”، والمقطع الثاني Verse الذي يأتي اختصاراً لكلمة Universe بمعنى “العالم”، والكلمتان معاً تأتيان بمعنى “العالم الماورائي”. وقد قصد به “نيل ستيفنسون” في روايته تلك، العالم الافتراضي المملوك من قِبل الشركات، حيث يتم التعامل مع المُستخدمين النهائيين كمواطنين يعيشون في “ديكتاتورية الشركات”.
“ميتا”.. مشروع يجعل الأفراد جزءا من الإنترنت لا مستخدمين
ويسعى مارك زوكربيرج من خلال “الميتافيرس” إلى إنشاء عالم افتراضي، يسد الفجوة بين العالمين الواقعي والرقمي، لينشأ بذلك عالم ثالث افتراضي، يستطيع فيه الأفراد إنشاء حياة افتراضية لهم عبر مساحات مختلفة من الإنترنت، بحيث تسمح لهم بالتلاقي والعمل والتعليم والترفيه بداخله، مع توفير تجربة تسمح لهم ليس فقط بالمشاهدة عن بُعد عبر الأجهزة الذكية كما يحدث حالياً، ولكن بالدخول إلى هذا العالم في شكل ثلاثي الأبعاد عبر تقنيات الواقع الافتراضي.
فمن خلال استخدام نظارات الواقع الافتراضي والواقع المُعزز وارتداء السترات والقفزات المُزودة بأجهزة سينسور أو حساسات ، يستطيع المُستخدم أن يعيش تجربة شبه حقيقية، تعمل فيها هذه التقنيات الذكية كوسيط بين المُستخدمين في عالم “الميتافيرس”، لإيصال الشعور بالإحساس المادي، فيستطيع أن يرى المُستخدم الأشياء من حوله بصورة ثلاثية الأبعاد عبر النظارة، كما يمكن أن يشعر فيها بالمؤثرات الجسدية الحسية، كإحساس السقوط في المياه أو اللكمة في الوجه أو غيرها، من خلال المستشعرات الموجودة في السترات والقفزات التي يرتديها، فيحصل على تجربة أشبه بالواقعية حتى وإن كانت غير مباشرة ويضاف حاسة الشم إلى ذلك فقد حاكي جميع الحواس.
والتساؤل ماعلاقة الميتا والعملات الإلكترونية هذا ما سوف نتحدث عنه بالمقال التالي.