القاهرية
العالم بين يديك

فَكر خارج الصندوق

120

بقلم دكتورة سلوى سليمان

التفكير خارج الصندوق جملة تلفت الانتباه فهل فكرت ولو لمجرد لحظات في معناها، فهى تبدو لأول وهلة غريبة وغير مألوفة وتحاط بهالة من الغموض لمن لم يسمع بها من قبل حيث تعد استراتيجية مبتكرة، ونوع من التفكير الابداعي الذي يساعد على تحفيز الدماغ كثيرا و يحفز روح الإبداع، روح الابتكار
، روح التحدي، روح توليد الأفكار الجديدة والأفكار المتجددة والابتكارية

والتفكير خارج الصندوق ليس مجرد حل مشكلة أو مأزق بطريقة جديدة، وعندها ينتهي الأمر؛ بل هي طريقة للتفكير تجعل تصورك للأمور مختلفا وحلك للمشاكل دائما ما يأتي بطريقة جديدة لم تفكر فيها من قبل، وتختلف تماما عن النمط التقليدي للتفكير فذلك يجعلك خارج إطار المشكلة وهو المقصود بالصندوق لتنظر نظرة أوسع وأعم من خارجة ولتلم بتفاصيل أكبر فيمكنك إيجاد أكثر من طريقة للحل.

ويعد مصطلح خارج الصندوق من المصطلحات المستخدمة على نطاق واسع في بيئات العمل وهي تعني التفكير بطريقة خارجة عن المألوف، وبحسب “ويكيبيديا” فإن التفكير خارج الصندوق هو استعارةٌ تعني التفكير بشكل مختلف أو غير تقليدي أو من منظور جديد، وغالبًا ما تشير هذه العبارة إلى التفكير الإبداعي أو الجديد، ويُعتقد أن هذا المصطلح مستمد من الاستشاريين الإداريين في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين

وقد يسأل البعض عن الكيفية التي يمكن بها التفكير خارج الصندوق ؟ والجواب يكمن في أنه يجب التحرر أولا من الإطار الفكري التقليدي ثم التحلي بقدر من الحكمة والذكاء و التفكير المنطقي العميق وأن نكون غير تقليديين في تفكيرنا !.
، ويقول أبراهام ماسلو:الصندوق ليس شيءً يولد مع
الإنسان ولكن تتنافس الكثير من العوامل لتضع
الإنسان داخل صندوق محدد منذ لحظة الميلاد منها على سبيل المثال: الأسرة، البيئة، الأعراف الاجتماعية، ونظام التعليم؛ إذ يتم توجيه وعي الإنسان بطريقة معينة من خلال أنظمة التعليم.

على الجانب الآخر فإن التفكير داخل الصندوق يعرقل نمو الأعمال، ويمنعها من التكيف مع التطور والتغييرات المتلاحقة، إذا كنت ترغب في تطوير أعمالك لا تدع البيئة التي نشأت فيها، التعليم النمطي، الأفكار المسبقة، الافتراضات، خبرات الآخرين، والثقافة التي نشأت عليها تمنعك من التفكير خارج الصندوق.
ومن هنا يجب أن تكون مطلعا على كل ماهو جديد، فالقراءة تحفز الدماغ، فإذا قرأت أشياء مختلفة سيزيد تحفيز دماغك وتنفتح على على آفاق جديدة ولأن القراءة وحدها لا تكفي، حاول أن تحلل ما تقرأ من معلومات وشخصيات ودائما إذا وصل بك الحال إلى طريق مسدود فلا تستسلم
و اترك كل شيء وابدأ من جديد في الكتابة أو الرسم أو أيًا كانت المهمة التي بين يديك، ولا تتردد بأخذ قيلولة صغيرة لأن النوم يساعد عقلك على الاسترخاء، وعندما تستيقظ سترى الأشياء من منظور مختلف.
و كلما طرأت فكرة ما على ذهنك دوّنها، فتدوين الأفكار طريقة جيدة لتتدرّب على التفكير خارج الصندوق؛ لأن الأفكار تأتي إلى عقلك بسرعة ويمكن أن تذهب بثوانٍ، ولهذا يجب أن تدونها فورًا لاحتمالية أن تخرج بشيء جديد ومُبتكر عند قراءتها مجددًا والتفكير فيها، وبالاحرى حاول أن تبتكر شيئا جديدا
كل يوم، شيئًا ما مميزًا ومختلفًا في يومك يساعدك على الوصول لهدفك النهائي وتحقيق الإبداع
وكن حريصا على البقاء مع المبدعين حيث سيفتح ذلك أمامك آفاقًا جديدة وسيغيّر من طريقة تفكيرك، ولهذا أحط نفسك بأشخاص مبدعون يفكرون خارج الصندوق، وكي تألف التفكير خارج الصندوق يجب
يجب أن تكون فضوليًا، وكي تصبح إنسانًا فضوليًا يجب أن تستفسر عن كل شيء من حولك، فكل شيء بين يديك اليوم من تقنيات وأفكار وإبداعات سأل أصحابها أنفسهم “لماذا؟”، وحاولوا حل المشكلات بطرق مختلفة….
اخيرا… حرر تفكيرك من الصندوق ولا تحصر نفسك داخل إطاره بنمطك التقليدي بل كن دائما مبدعا متجددا، مختلفا…

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات