القاهرية
العالم بين يديك

نشرة الحياة

127

للشاعرة/أمان الله الغربي من دار شعبان الفهري تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس

كأن الصباح مرتبك
يرتب فوضاه من بريق عينيك
والقصيد مهمل الرأس
ترتجف أوزانه بين يديك
خيوط النور تصعر خدها لدهشتي
والعصافير خلعت حريتها
كي لا أستعير ريشا يحلق بي للفراغ
فهناك الأسود أضيق من استيعابي

الأوراق عارية منها
لا حبر يرتق أثواب زلتها
ولا سطر يعبر
…يجهز لأعراس الربيع
فاتها موسم أكاذيب
اهترأت عناوينها الواحدة
كيف تصدق مرآة فصل
خارج الزجاج؟
حين انزلق الإعتراف من فوهة القلب
كان رصاص البين
يفتك بهيبتها
وكان الحلم أبترا
يعرج لمنتهاه

كنت أتعاطى الخذلان
منذ سن البراءة
وحين بلغت رشد العبارة
اتهموني بالتمرد على الأشكال النبيلة
ولم يصدقوا أن الدائرة فاسقة
وأصولها خط التوى على جرحه
وأن القطر لا يعدو بئرا لأسرار الإناث

ادعوا على شعري بالكافر
وأن العشق في ديواني
محرم كالنبيذ
وكأسه يهبطنا
من جنة بنيت من التصفيق

ذاك العراك بين الضمير الغائب
والضمير المتكلم سببه
وسوسة من الضمير المستتر
تقديره شيطان
يقف على حدود اللغة
ضيع مفاتيح الإعراب
ذات غفلة
على عتبات جملة شرطية

قالوا أني :
تطاولت حين قلت:
أن الزاوية المنفرجة غانية
في حانات شبه المنحرف
تمارس عهرها باسم الهندسة
تفتح سيقانها
لبغاء البنايات القادمة
وأن الأجنة هجين
يبتسم على سرير الأسياد
قالوا أني:
تجاوزت عندما
حرضت الزاوية الحادة
لتفضح المؤامراة عبر أرصادها

سجنوني بين قضبان ذاتي
وبات التقوقع
على اللاشيء أكثر ابتهالاتي
لا يهمني درس العربية
ولا كسر الفاعل
ولا ضم المفعول به
ولا أروج لبضاعة
من مستودع الرياضيات

فالتكلم باسم جمهورية التقاليد عار
وما لا يعنينا في قانون العادات دمار
وحشو رأسنا بالتفاهات باسم المجتمع انهيا

ولا أحد يهتم لنشرة الحياة
فالمذيع كاذب
والجهاز كاذب
و الكهرباء متواطئة
الراعي مخادع
والذئب متحيل
وحده القطيع المكذب الصادق

وأنا الأميرة النائمة
صادروا طيني الخائن لنارهم
وطردت من رحمة مهزلتهم
أنتظر قبلة ماكر
تحررني من  تهمتي

قد يعجبك ايضا
تعليقات