القاهرية
العالم بين يديك

معوقات الإبداع لدى المرأة

124

بقلم /دكتورة سلوى سليمان

تمتلك المرأة الكثير من القدرات الإبداعية الهامة، والتي من خلالها يمكنها الوصول لأعلى مستوى من التقدم والنجاح، ولكنها تتعرض في كثير من الأحوال لبعض المعوقات التي تعوق إبداعها سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي
أول هذه المعوقات إحساس المرأة بالذنب نتيجة التركيز في بعض الأعمال الخاصة بها، حيث تضع دائما نفسها في نهاية الأولويات التي تسعى إلى تحقيقها وتعتبر الوصول إلى منزلة عالية في المجتمع ذنب وتقصير في حق أسرتها.

أيضا تعتبر الأنماط التقليدية لتعليم المرأة من الأسباب الرئيسية وراء إعاقة العمل الإبداعي والثقافي في المجتمع.
كذلك تقوم الكثير من النساء بعدم طلب المساعدة أو الاهتمام من أشخاص آخرين، حيث تكتفي بالمجهود الذي تبذله؛ مما يؤدي إلى زيادة المجهود، وبالتالي زيادة الإرهاق والتعب عليها، ويقول الكاتب” سيلفستر منوتو” المرأة القوية يمكنها أن تتجاوز أي شيء قد يهددها.
إضافة إلى اعتقاد الكثير من النساء بأن انعزالها عن الآخرين قد يتسبب في عدم القيام بالأعمال الإبداعية المختلفة التي لابد من القيام بها، ولكن لابد من تصحيح هذه المفاهيم لديها، وذلك لأن العلاقات الاجتماعية المختلفة سببا في زيادة العمل الإبداعي
كذلك استهلاك المرأة للكثير من وقتها في أعمال المنزل، أو إنهاء أعمال ترتبط بمضمار عملها غافله الامكانات والملكات التي تتمتع بها وبالتالي يؤثر ذلك بشكل مباشر وصريح على قدراتها الإبداعية
فضلا عن أن غياب القدوة لدى الكثير من النساء في المجتمعات العربية يعتبر من أكثر العوامل المؤثرة في الحد من العمل الإبداعي، حيث تعمل القدوة دائما على تحفيز المرأة في إنجاز العديد من المهام، وتطوير الذات بشكل دوري ومستمر.
ولا نخفى قولا أن القوالب النمطية السائدة حول عمل المرأة يعتبر من أكثر العوامل التي تُعيق وتمنع العمل الإبداعي، حيث يقتصر دور المرأة في بعض المجتمعات العربية على قيامها بالأعمال المنزلية أو بعض الأعمال الخفيفة التي لا تحتاج لوقت طويل.

ويؤكد قدرة المرأة الكاتب “آر إتش سين” قائلا:
قم بإعطاء المرأة الألم كي تحوله إلى قوة، ثم قم بإعطائها الفوضى لتخلق لك السلام
فضلا عن خوف الرجل من تقدم المرأة والذي يجعلها تهبط من عزيمتنا ويقلل من شأنها حتى لا تخطو أي خطوة نحو الإبداع والتميز؛ فتخبو قدراتها تدريجيا حتى تختفي، وعليه تشير الكاتبة النيجيرية “شيماماندا نغوزي أديشي” عليك ألا تعيشي وكأن حياتك هي ملكية خاصة برجل، فحياتك تخصك أنت، أنت فقط

في الختام، لا يمكن للمجتمعات أن تتقدم أو تتطور أو حتى تبقى إلى الأبد من دون النساء، لذا فقوة المرأة وصلابتها هي من أساسيات الحياة لنا جميعا.
ويواجه المرأة الكثير من المعوقات المجتمعية والتي تحبط من طاقتها الإبداعية، وتعتبر الثقافة السائدة في المجتمع من العناصر والأسباب الرئيسية وراء عدم ابداعها وتطورها الظاهر في المجتمع حيث تؤثر العادات والتقاليد المختلفة في أداء المرأة للكثير من الأعمال فهناك الكثير من المجتمعات التي تحد بشكل كبير جدا من ثقافة المرأة أو عملها الإبداعي حيث لا تعترف حرفيا بعمل المرأة أو موهبتها في أداء الأعمال والأنشطة المختلفة…

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات