القاهرية
العالم بين يديك

اختيار الصديق

130

بقلم- أماني مختار

الصديق روح إضافية يحيا بها الإنسان، وقلب ينبض بالوفاء والإخلاص، فالصديق الحقيقي لا يشتري بالمال ولا بالكلمات، وهو زهرة منتقاه من بستان الحياة الذي يغص بالكثير من البشر، فالبعض يحسن اختيار أصدقائه فيقطف من بستان الأصدقاء أجمل الزهور والبعض الأخر يختار أصدقاء السوء فيختار الشوك بدل الزهور ويقع في مطب قاتل فيقع في ود صديق متلون يقطر لسانه عسلا لكن قلبه لا يضمر الخير أبدا، والبعض يختار صديقا ماكرا كالثعلب، يجره إلى الهلاك والسوء، فالصاحب يسحب بيد صديقه إلى حيث يريد، وتأثير الأصدقاء على بعضهم البعض حقيقة لا يمكن إنكارها على كل شخص أن يختار من يخالل وأن يتريث في اختياراته وأن يمعن النظر فيها جيدا، فالصديق ليس بضاعة تستبدل ولا هو ظرف طارئ يتخلص منه الإنسان بلحظة، فالصديق من عادته المكوث مع صديقه، وهذا ما يبرز الأهمية الكبري لاختيار الصديق بشكل صحيح، وأول ما يجب الإنتباه إليه هو الأخلاق، فالأخلاق زينة الإنسان، والصديق الذي يحمل الأخلاق النبيلة والصفات الراقية ينقل أخلاقه لصديقه دون أن يشعر، كما يجب أن يكون الصديق ملتزما وقريبا من ربه.
عند اختيار الصديق لابد من البحث عن غاية سامية من الصداقة، فالصداقة القائمة علي حب الخير والإيثار للصديق، هي بحق صداقة قائمة علي قاعدة ثابته وأصل متين، أما الصداقة القائمة علي الغيرة والحسد هي صداقة هشه لا خير فيها ولا فائدة منها، وعلي كل شخص ان يستقي قلبه في صديقه وأن يختبره بحذر ليعرف ما إن كان اختياره صحيحا أم لا فالشعور بالوحدة والبقاء بدون صديق خير من صديق يملأ حياة صديقه نفاقا وفوضي، والعبرة في نوعية الأصدقاء وليس في عددهم، والعبرة أيضا في شخصياتهم وانتماءاتهم، فصديق عاقل واحد خير من عشرة أصدقاء جاهلين لا يحفظون العهد.
في النهاية “إلي صديقي الذي يحارب تقلباتي الداخلية بقلب رحب، أنا سعيد لأنني اخترتك”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات