القاهرية
العالم بين يديك

بكلِ البساطة وبهذا التعقيد

131

 

بقلم/ مودَّة ناصر

كان الأمرُ ببساطةِ أن أكتب لك، وبتعقيدِ ألا أرسل إليك. أن تجيئني بالحلم ولا تجمعنا الحقيقة، وأن تدخل قلبي ولا أعرف كيف أنتزعك منه. وكنخلةٍ أنت، أصلُها ثابتٌ وفرعها في سمائي.

بسمائي لم تكن قمرًا، لكنّ وجودك-على رغم ذلك- كان مُنيرًا، والقمرُ وإن غاب أوقاتًا فإن له موعدًا يأتي فيه، لا يتخلفُ القمر عن موعده، ولا تُتقنُ أنت سوى هذا. فكرّتُ بأن أجعلك نجمًا، فإني أحبُّ الحديث إلى النجوم كما أحبُّ الحديث إليك. ولي نجمةٌ في السماءِ تروحُ وتأتي، وأنتظرها كلَّ حينٍ آمِلة، ربما تليقُ بأن تكون نجمةً فكلاكما يحبُّ أن يُنتظَر.

ومعجونٌ أنت بماء الحلم، الحلم الجميل الذي لا يكتمل، وإنَّ نومي ثقيلٌ وأحلامي طويلة، إلا التي تحضرُ فيها، أصحو سريعًا وتغيب، أحاولُ النوم مُجددًا، ربما أستطيعُ النوم لكن لا أجيدُ صناعة الحلم، وأُحبُ المحاولة، وأهوى تأليف القصص؛ حينما راودتني الفكرة هممتُ بها، حاولتُ أن أنسج منك حلمًا جديدًا، ولكنك انهمرت كماء الحلمِ ولم أجدك، سرابٌ فوقه سراب، حينما جئتُه لم أجده شيئًا، وبالحلمِ -حتى- لم تنزع بُردة الغياب.

لو أنَّ للناسِ أطيافًا ستصيرُ طيفًا، لا يعرفُ سوى أن يدور، يدورُ بالقلبِ فيجعله محرابًا يُحبُّ التعبُّدَ فيه، القلبُ الذي كَفرَ بالحبِّ الآن يكتبه على جدرانه ويصيرُ بيتًا يضمُّ ناسكيه.

وتدورُ بالعقلِ ، كفكرةٍ مراوغة تُحدِثُ جلبةً ولا تهدأ، ويصاب رأسي بالدوار، دوارٌ ينتهي مني ولا أنتهي منه.

والطوافُ دائرةٌ بلا نهايةٍ أو بدايةٍ، كذلك أنت.

بكل البساطةِ التي نرجوها معًا،

وبكل التعقيدِ الذي لا يرحمنا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات