القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

رسول الله ﷺ بعيون غربية الجزء الخامس

96

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

رسولنا المصطفي صلي الله عليه وسلم النموذج الكامل والقدوة الحسنة ، وسيرته ﷺ لو قرأها أي إنسان غير مسلم بعين الإنصاف والتجرد ما وسعه إلا تصديقه والإيمان برسالته .

ولم لا؟

وحياته صلي الله عليه وسلم عابرة لحدود الزمان والمكان والحال.

كم من المواقف والأحداث وإن مرت بنا آلاف آلاف المرات ما سلكنا فيها طريقا غير الذي عرفناه وتعلمناه منه ﷺ.

حقا صدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول:
{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }
(سورة الأحزاب ، الآية: 21)

جاء في تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله:
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ; ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه ، عز وجل ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.

، ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي : هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله ؟ ولهذا قال : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) .

ورؤية وشهادة اليوم مع الكاتب والمفكر
جورج برنارد شوGeorge Bernard Shaw
والذي ولد 26 يوليو 1856 – توفي 2 نوفمبر 1950) ، وهو مؤلف أيرلندي شهير.

وُلِد في دبلن، وانتقل إلى لندن حين أصبح في العشرينات. أول نجاحاته كانت في النقد الموسيقي والأدبي، ولكنه انتقل إلى المسرح، وألّف ما يزيد عن ستين مسرحية خلال سنين مهنته. أعماله تحتوي على جرعة كوميديا، لكن تقريباً كلها تحمل رسائل اتهامات أمِل برنارد شو أن يحتضنها جمهوره.

وجورج برنارد شو يعرف علي أنه أحد مفكري ومؤسسي الاشتراكية الفابية، كانت تشغله نظرية التطور والوصول إلى السوبرمان وفكريا كان من اللادينيين المتسامحين مع الأديان. يعد أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم، وهو الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الأدب للعام 1925 وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو (عن سيناريو بيجماليون) في العام 1938.

ويعد المستشرق الإنجليزى الشهير جورج برنارد شو، فهو من أشهر الغربيين الذين نصفوا الإسلام خلال القرون الماضية.

وكتب “شو” عام ‏1936‏ مقالاً له بعنوان “الإسلام الحقيقى”، قال فيه:

“إذا كان لديانة معينة أن تنتشر فى أوروبا‏ خلال مئات السنوات المقبلة‏ فيجب أن تكون الإسلام”‏‏ وأضاف أنه قرأ فى الديانة الإسلامية عدة مرات ووجد أنها تحتل أعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة‏، ووصفها بأنها‏ الديانة الوحيدة فى نظره التى تملك قدرة الاندماج.

، وقال جورج برنارد شو فى مقالته:
“إننى درست تاريخ حياة محمد‏،‏ ذلك الرجل العظيم‏،‏ وفى رأيى يجب أن يطلق عليه لقب منقذ البشرية‏،‏ إننى أعتقد أنه إذا قدر له أن يتولى مسئولية قيادة العالم‏،‏ فلاشك أنه سيستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة‏،‏ لقد تنبأت بأن عقيدة محمد ستكون مقبولة لأوروبا غدًا‏”.‏

وفى أرائه الأخرى في العموم عن الإسلام قال: “هو دين الديمقراطية وحرية الفكر، وهو دين العقلاء، وليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعى صالح كالنظام الذى يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية، فالإسلام هو الدين الوحيد الذى يبدو لى أن له طاقةً هائلةً لملائمة أوجه الحياة المتغيرة، وهو صالح لكل العصور”.

، وقال «شو» فى مؤلفه «محمد» الذي أحرقته السلطات البريطانية خوفًا من تأثيره: «إن المثل الأعلى للشخصية الدينية عنده هو محمد صلى الله عليه وسلم».

وقال برنارد شو: إن رجال الدين فى القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوًا للمسيحية، لكنه اطلع على أمر هذا الرجل، فوجده أعجوبة خارقة، وتوصل إلى أنه لم يكن عدوًا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية. وفى رأيه أنه «لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق فى حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التى يرنو البشر إليها».

إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لو وقفت الدنيا كلها علمائها ومفكريها في سرد مناقب وعظام الأمور في شخص النبي ﷺ فلن توفيه حقه.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً وكن بنا وبالمؤمنين رؤوفا رحيما.

قد يعجبك ايضا
تعليقات