القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

فقد الذاكرة

66

بقلم _ علي بدر سليمان

عندما كنت صغيرا كنت أحاول دائما˝لكن محاولاتي أغلبها كانت تبوء بالفشل وأفشل مرة تلو الأخرى فذات مرة كنت أحاول أن أتسلق جذع شجرة كبيرة وعملاقة ركضت بسرعة البرق لأصعد لأعلى تلك الشجرة ولكنني تعثرت بجزعها فسقطت أرضا˝وتأذيت كثيرا في ذلك اليوم المشؤوم وفي ذات مرة أيضا كنت أسير على دراجتي مسرعا˝وقد جنحت ولم أعد أستطيع السيطرة عليها فسقطت ووقعت أرضا˝وتأذيت كثيرا˝في ذلك اليوم يبدو أنه القدر يتحكم بنا فلا نستطيع الهرب منه ولو أننا استطعنا ذلك لربما قد استطعنا أن نغير أقدارنا وكنا قد حققنا كل مانصبو إليه.
وتمضي السنين وتتساقط أوراق الخريف وفي كل
مرة نقول:
(علنا في قادم الأيام نستطيع أن نحسن ظروف حياتنا)
يبدو أن الساسة متعبون ورؤوس الأموال متعبون أيضا˝ولكن الفقراء هم المتعبون الأكثر صمتا˝فهم لايبوحون بما تصبو إليه نفوسهم ليس لأنهم لايستطيعون الكلام بل لأن لاأحد يسمعهم ولنقل أيضا˝أنه لاأحد يقيم لهم وزنا˝فهم ليسوا سوى أوراق تذروها الرياح كأوراق الخريف المتساقطة يستخدمهم الساسة ورؤوس الأموال في ألعابهم القذرة والضحية دائما˝هو الفقير المعدم الذي لايملك شيئا˝في هذه الحياة البائسة القذرة فهو يعرف مسبقا˝بأن الحياة ليست له ويعلم أيضا˝أنه لم يخلق لهذه الحياة القذرة لذلك قد يصاب بتعب نفسي شديد قد يأخذ عقله وربما يودي به إلى فقد الذاكرة من كثرة التفكير والتعرض للصدمات مرة تلو الأخرى الذي يتعرض لها كل يوم لكنه لن ينسى تلك الأيام التي قضى لياليها في البرد والجوع والتعب الشديد وسيتذكر بأن ليس له سوى رحمة الله تعالى وعطفه فهو يؤمن ويدرك جيدا˝بأن الله هو الذي خلقه وهو الذي يعينه في حياته ودنياه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات