القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

رانيا ضيف تكتب “حب يحتضر”

89

عزيزي ..
لا تنتهي رسائلي إليك كما لا ينتهي شوقي وحنيني، غير أن رسالتي هذه ليست سوى تنفيس عن غضبي المكتوم، ربما لن أرسلها بل أقيد بها شكواي وأفكاري التى طالما مزقتني ثم أحرقهما فى مشهد مأساوي وأنا أشهد عذابهما، لعل بذلك ينتهي عذابي وتخمد تلك الأفكار التى تطرق بفأس شديد البأس على وجداني  فتحطم جدار روحي ضربة تلو أخرى.
تلك العذابات التى تروي ساعات انتظارك بين فكي الشوق والتمني، فلا شوق انطفأ ولا عاشت الأمنيات للصباحات التاليات، بل كانت تموت وهى تتمخض بأمنيات يتيمات يترعرعن فى حضن الخيبات .
كم الليالي التى انتظرت فيها ابتسامة ولمسة حانية لم تعد تكفي كل التقويمات لتعدها،
كم الساعات التى أهدرتها وأنا ألهو بعيدا عنك حتى لا أثقل كاهلك باحتياجي إليك وأملا فى شعورك أنت بالحاجة إلىّ لم ينتهِ أبدا..
كنت أواسي قلبي بتبريرات باهتة ساذجة فأقول له: حبيبك رجل مسؤول فارفق به ولا تثقل عليه، فينزوي داخلي حزينا متمنيا لو كنت رجلا بسيطا عاطفيًا يشاركه لحظات جنونه وشغفه، ويصنع له يومه .
استبدلتك بأبطال الروايات فأصارع من هو مثلك وأصب عليه غضبي ولعناتي، وأرضى عن فارس أحلامي فأتصوره أنت؛ فأبثك حبي تارة وأشكو إليك منك تارة أخرى !
وتنتهي رواية تتبع رواية ولا ينتهي انشغالك عني وانفصالك بعوالم الأموال والأعمال، حتى تمنيت لو كنتُ صفقة تشغل تفكيرك ليالٍ عدة وتربحني فى النهاية .
قرأت الكتب وكونت صداقات ومارست عملي ولا شيء أطفأ نيران إهمالك لي !
لم تعد ترى سوى الماديات وتكوين العلاقات فلا وجود للعواطف بحياتك وكأنك آلة !
بت أنسج قصصا وحكايات من وهمي وأرى غريماتي وأتصور أن بعدك عني ما هو إلا نتيجة حب جديد طرق حياتك لولا أن قلبي يعرفك .
أكتب إليك علني أنقذ قلبي العالق بين الحب واللاحب، أمنحك فرصة تلو أخرى وأقف منتظرة خلف باب الأمنيات عله يُفتح فيُهديني إياك .
اشتقت لأمسياتنا سويا دون هواتف واتصالات تقطع حديثنا، تمنيت لو أكملنا نصف ساعة فى حوار هادىء دون أن تشرد مني فى أول دقائق فينزوي الحديث داخلي خجلا .
تمنيت لو شاهدنا فيلما رومانسيا ذات ليلة بدلا من سهرات واجتماعات عملك اليومية،
حلمت أن أعيش الحب بك ومعك وإليك،
ولكن خيبات أحلامي كانت تنسج لي وشاحا يلتف حول رقبتي يخنقني، أنظر لنفسي كل صباح فأرى عينان سكنهما الحزن واقتات على بريقهما، أرى الوحدة وحشا كاسرًا أعيش معه يروض كلانا الآخر وكلانا مهزوم .
كف عن الركض في سباق لن ينتهي، أو قلل السرعة وانظر حولك برهة ربما قد تكون استهلكت من حولك كوقود لذلك السباق الذي لن ينتهي ولكن سينتهي الوقود حتما .

قد يعجبك ايضا
تعليقات