القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

معالم مصرية كنيسة الثالوث المقدس أعلى قمة جبل موسي..بنيت

92

 

كتب 🖋️رشا وفا

عام ١٩٣٧ فى مكان الهيكل او قدس الأقداس الخاص بالبازيليكا القديمة من عصر جستنيان فى القرن السادس الميلادى.. وتحتوى هذه الكنيسة على مداميك حجرية من الاحجار الخاصة بالبازيليكا القديمة كذلك بها عتب حجرى وعامود حلزونى كانوا موجودين فى الاصل فى البازيليكا القديمة على قمة الجبل.. عشان تتمتع بالمنظر الرائع ده بتمشي حول اكثر من جبل حوالي 7كيلوا وبعدين تطلع

750 سلمه من نفس نوع الحجر لتصل لمنطة ساحره هي من كلم فيها الحبيب حبيبه

بالتفصيل وعلي ارتفاع 2274 مترا فوق سطح البحر، تقع أجمل أطلالة ساحرة وهي قمة جبل موسى بمدينة سانت كاترين، والتى يفد إليها فى هذه الفترة من العام سنويا، عشرات بل مئات الحجاج المسيحيين خاصة من طائفة الروم الأرثوذكس، من اليونان وقبرص وروسيا والمجر وعدد آخر من الدول الأوروبية والأمريكتين وأيضا من مصر.

يصعد الوافدون إلى قمة الجبل لمشاهدة شروق الشمس من بين السحب المتكاثرة، ثم يهبطون الى سفح الجبل حيث دير سانت كاترين أحد أقدم الأديرة والكنائس فى العالم وأحد أهم معالم السياحة الدينية فى مصر على الخريطة العالمية حيث يتزايد زوار الدير مع احتفالات رأس السنة الميلادية، فى واحدة من اهم رحلات الحج المسيحى بزيارة الأماكن المقدسة.

تعد تجربة صعود الجبل ومرافقة الحجاج المسيحيين فى رحلة الاقتراب من الشمس على قمة جبل موسى، اللي بتبدأ فى الثانية عشرة من منتصف الليل يبدأ تفويج المجموعات السياحية للصاعدين إلى الجبل الشاهق عبر مدقات جبلية تدور بشكل حلزونى حول جبل موسى، يمرون على حواف الجبال وأصواتهم تتعالى بالترانيم الانجيلية بلغاتهم المختلفة، كل مجموعة تسير خلف مرشدهم السياحى ودليل من البدو متحملين مشاق البرد، حيث تنخفض درجة الحرارة على قمة الجبل لتصل الى 4 درجات تحت الصفر، ولكن قلوبهم يدفئها الأمل سعيا وراء المشهد الخلاب لشروق الشمس من على قمة الجبل والنزول والتبرك بزيارة دير سانت كاترين فى رحلتهم للحج والزيارة الدينية، لإيمانهم أنه الجبل الذى تلقى عليه سيدنا موسى تعاليم التوراة.

 رحلة الصعود للجبل تستغرق 5 ساعات تقريبا سيراً

وبعد مسافة قصيرة من الصعود يظهر سور من الأحجار بداخله أشجار الصنوبر وغيرها من النباتات وهو سور #كنيسة_الأربعين، التى يرجع تسميتها وفقا لروايتين الاولى نسبة إلى وادي الأربعين وأخرى إلى الأربعين شهيدا المسيحيين الذين رفضوا ترك الدير المسيحي والعودة الى الوثنية فى عهد الملك #ليسينيوس فى أرمينيا الصغرى عام 320م، وأدى ذلك إلى قتلهم بطرق وحشية وغالبا ما تكون هذه الكنيسة مغلقة أمام الزيارات.

وفي رحلة الصعود ستري مكان تاريخي أخر والمعروف بـ”حجر موسى” وهو وفقا لتاريخ المنطقة الحجر الذى ضربه “موسى” بعصاه فانفجر منه الماء للشرب وكان ملفتاً للنظر وجود سور من الحجارة على الصخرة الأثرية ملحق به كنيسة صغيرة، هذه الكنيسة الصغيرة بنيت بعدما سرق الاسرائيليون خلال احتلال سيناء حجرا مماثلا كان بجانبه، وعندما حاولوا نقل الحجر الثاني قام رهبان دير سانت كاترين ببناء كنيسة بسور حجري على هذا الحجر خلال الليل لمنع الاسرائيليين من نقله صباحا وهو ما حدث بالفعل وتبقى آثار محاولة السرقة شاهدة حتى الآن عبارة عن قضيب حديدى تم دقه فى الحجر، كما وجدت صخرة كبيرة أخرى بجوار حجر موسى منقوش عليها كلمات باللغة السريانية.

ووسط ظلام الليل الذى ينيره ضوء القمر الخافت وأضواء المصابيح اليدوية وخلال الصعود ستري أنوار المنازل البدوية، أسفل الوادي، حيث أنهم يعيشون فى حضن الجبل منذ سنوات طويلة، ووصلنا الى نقطة الالتقاء بين الطريق القديم الذى نسلكه “وادي الأربعين”، والطريق الحديث نسبيا الذي يسلكه معظم السياح والحجاج المسيحيين من طائفة الروم الارثوذكس، لنشاهد قوافل الجمال التي تحمل الزوار من مختلف دول العالم والبعض يفضل الصعود على أقدامه ولكن هذا يتطلب الكثير من الجهد والتعب، وبعد ذلك يستكمل صعود الجبل من خلال السلالم التى يصل عددها الى 750 سلمة حجرية بناها الرهبان منذ أكثر من 600 عام.

* الوصول الى القمة

فى الساعة 5 فجراً وصلنا مع كل الأفواج السياحية الى قمة الجبل لننتظر مايقرب من ساعة لرؤية شروق الشمس بمنظرها المبهر وأنوارها الدافئة والسحاب بشكله الأبيض الجميل الذى تراه محيطا بك وانت على قمة الجبل وبعد ان تشبعت روحنا بهذا المنظر الجميل الذي أبدعه المولى سبحانه وتعالى، بدأنا فى التعرف على ما يوجد بقمة هذا الجبل فهناك كنيسة ومسجد صغيران.. الكنيسة حسب المعروف عنها أنها شيدت على المنطقة التى تسلم فيها النبى موسى ألواح الشريعة او الوصايا العشر، ويعود بناؤها لفترة الإمبراطور جوستنيان، اما المسجد فهو يعود للفترة الفاطمية وشيد بالقرب من الكنيسة على القمة من نفس نوع الحجر الجرانيتي الذى شيدت منه الكنيسة.

وتستطيع من أعلى جبل موسى رؤية قمم الجبال الأخرى مثل جبل سانت كاترين والذي يعتبر اعلى جبل في مصر وجبل الربوة والصفصافة وجبل عباس والذي يرجع اسمه نسبة الى عباس حلمي باشا والذي شيد قصر على قمته.

* فرش إيليا

فى الساعة 7 صباحاً بدأت رحلة النزول من جبل موسى باتجاه دير سانت كاترين سلكنا الطريق الأصعب ولكنه الأكثر إبهارا بمناظره من خلال الجبال الخلابة والآثار الدينية التي تمر بها فبعد نزول الـ750 سلمه الحجرية، سرنا على طريق مدق صغير، ويصادفك فيه وحدة صحية مغلقة بالجنازير ولا تقدم اى خدمات للزائرين تسير بجوارها وتستكمل طريقك للنزول حتى تصل الى منطقة رائعة الجمال أشجار الصنوبر والنباتات تحيط بـ3 مبان صغيرة تزين المنطقة وسط أحضان جبل موسى وهذا المكان يعرف باسم “فرش النبي إيليا” نسبة الى وجود مغارة النبى إيليا او إيلياس، وهى حسب التوراة المنطقة التى هرب فيها من قومه لكى يتعبد في الجبل وبتلك المنطقة توجد ثلاث كنائس صغيره واحدة لإيليا والأخرى ليوشع، والثالثة للقديسة مارينا.

* سانت كاترين

بعد ذلك تبدأ النزول عبر الصخرة التى أنشأها الرهبان فى القرن السادس الميلادي وتسمى “سلالم التوبة” وبها بوابتان صخريتان الأولى تسمى بوابة الاعتراف ثم بوابة الغفران وأثناء النزول يبدأ دير سانت كاترين في الظهور بشكله التاريخي الباهر كقطعة فنية وسط جمال الطبيعة والجبال الشاهقة كأوتاد راسخة كأنها تحمى الدير فى أحضان الطبيعة.

 تاريخ الدير الذى أنشأ بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين عام 432م، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعلياً بالبناء عام 545م، ويحتوى على رفات للقديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية وهى سبب تسمية الدير بسانت كاترين اى “القديسة كاترين”.

و”كاترين” فتاة من عائلة ارستقراطية وثنية ولدت بالإسكندرية 194م آمنت بالمسيحية أثناء اضطهاد الإمبراطور مكسيمينوس للمسيحيين وهاجمته ليقوم بإحضار 50 عالماً ورجال دين واساتذة، كانت كاترين تثق فيهم لكي يقنعوها بالعودة للوثنية ولكن المفاجأة التي هزت الإمبراطور أنها تمكنت من إقناعهم بالدخول الى الدين المسيحي وهربت إلى ان علم مكانها وقتلها، لتظهر بعد ذلك رفاتها فى حلم أحد الرهبان بدير جستنيان فنقلت رفاتها ووضعت داخل هيكل الكنيسة بصندوق رخامي وأصبح الدير يعرف باسمها منذ القرن الحادي عشر الميلادي.

أهم مباني الدير هى الكنيسة الكبيرة وشجرة العليق التى من المعروف أنها اشتعلت لتهدى سيدنا موسى الى الطريق ومسجد صغير بنى فى عصر الفاطميين وهو مبنى بالطوب اللبن والحجر الجرانيتى وهناك مخطوط فى الدير ينص على أن الجامع بنى فى عهد الحاكم بأمر الله، بالإضافة الى بئر سيدنا شعيب ومكتبة الدير التي تحتوى على مخطوطات وكتب تاريخية

#مصر_الحلوه

قد يعجبك ايضا
تعليقات