القاهرية
العالم بين يديك

نبى الهدى

102

بقلم _صفوت عبد الفتاح

قف يا رفيق على شفا العتبات
فأنا أطوف الحين فى الخلوات

وأنثال طيف طالما سجدت له
شهب السماء وبسمة النجمات

فرمى الفؤادبهزة عصفت به
والشوق يصمى القلب كالجمرات

يا خير من فصل الخلاف حديثه
وأنار عن وحى خطا الهفوات

وإلى الحقيقة فى هواه تحيرت
سبل اليراع وماج فى الخطرات

أدعو وأنى من دعائى واجل
من ذكر طه طيب النفحات

هو ذلك المولود فى مهد التقى
وسبيل كل مشتت الخطوات

لما خرجت الى الجزيرة حسبها
نور أضاء جحافل الظلمات

فكسا الفلاة من البشاشة سندسا
وسقى النفوس كرائم الكلمات

وأثار وجدان الصخور ففجرت
معنى الحياة بوابل العبرات

فحصى الجزيرة فى هواك مرنم
يسمو بفضل عن هوى الخفرات

يدعون طه وهو فى كنف الصبا
واذا الاجابة فى ندا الدعوات

حتى تنزلت الغيوث ونبهت
تلك الغيوث بوادر الايات

وهنا بدا نور الحقيقة واضحاً
فى موكب للنور والصلوات

وإذا بمنهاج النبوة شرعة
تذر الهوى وتقوم السقطات

فبها الحقيقة فى ثياب شجاعة
وبها الجهالة فى عميق ثبات

شع الضياء من الحبيب مبشرا
أن الوجود ملألأ الجنبات

وكساك رب العالمين مهابة
وأتاك من أدب وعلم أت

وتهدمت فى كسرى منه قلاعها
والحق أنذر جمعهم بشتات

ويح البحيرة من اطاح بهائها
يا ويلها من شدة السكرات

وانهارت النار التى قد طالما
شحذت نصال الشرك فى الضربات

فكأن ايات القيامة قد بدت
وحيا نهار مشرق القسمات

فبمولد المختار أحمد بشرا
أنجيل عيسى أسلم الرايات

ظهرت بأخلاق النبى رسالة
من قبل أن يلقى سنا السورات

لما صناديد الغواية اخفقوا
قعدوا اليك بكل غاو عات

فتحطم البغى العنيد وحطه
شرع الأمين لمهبط الحسرات

والدين نبراس الشعوب ونهجه
يسمو بنفس النفس عن زلات

لله درك اذ غدوت معلما
للدين والدنيا ليوم ممات

فتركت فى خلد الزمان صحيفة
بيضاء فى الأحقاد والأزمات

بالصفح والغفران نلت منازلا
لا ضاربا بالسيف فى الغزوات

إن الفضائل ان تعدد نسجها
فالحق أنك فوق كل صفات

فإذا العوالى الشم دونك رتبة
وإذا سماء البغى فى العثرات

وإذا الغنى مع الفقير غصونها
وإذا التواضع صار كالثمرات

وإذا مدارك الرحيبة تحتوى
غضب السفيه وصولة النعرات

وإذا بصدرك بالنقاء مزين
فيه من الشكران والحسنات

لسوى مناقبك الكريمة سيدى
لا يشعر القلم الخفى بذاتى

قد يعجبك ايضا
تعليقات