القاهرية
العالم بين يديك

سالي جابر تكتب عقلية آدم وحواء

132


‏عندما تجدين نفسك وحيدة في مهب الريح، شريدة الفكر علي ضفاف الخوف، تأملين من يأتي ليمنحك بكلماته القوة لتستكملين طريقك فلا تجدين هنا فقط قد تقضي برهة من الوقت فاقدة الرغبة والسعي للأشياء، لا أنت هنا في عالم الواقع تستطيعين المواجهة، ولا هناك تسبحين في بحر الأحلام، تكتشفين أنك لا تستطيعين الغوص، تركبين سفينة مجتمعك بعاداته وتقاليده الواهية، بالية هي تُوقعك في بئر من الأماني المحطمة، والأحلام المؤجلة فتتناسين نفسك، وآمالك، وأحلامك…، وتعيشين من أجل بيتك وزوجك وأسرتك.

أنثى تربت وتعلمت على يد أنثي أخرى، تشربت عاداتها المنزلية، ثم تزوجت من ذكر شرقي جعلها تُقاسي الحياة، تتحمل التعب وحدها، وتكون وظيفته الأولى والأخيرة هي جلب المال فقط- إلا القليل منهم- لا يهتم بزوجته ولا أبناؤه؛ فهو إما في العمل، أو مع أصدقائه، أو نائم…
أين وقت عائلته؟!
ثم نتساءل من هو سند المرأة؟!
الكثيرات من النساء تتحمل الذل والمهانة لإن ليس لها من ينفق عليها، ويرفض أهلها الاستماع لمشاكلها، وإن حدث ذلك؛ لا يقوموا بإنصافها.
المرأة ليست سلعة بالية يقوم الرجل بدفع مهرها لوالديها ثم يتركها في منزله كقطعة أثاث جيدة لمقابلة الضيوف.
نحن نعيش في مجتمع تحلم فيه الأنثى بالحب والارتباط بالرجل الواعي الذي يحترم عقلها وتربيتها، دون أن يقوم أحد بتوجيهها فتقابل ذكر يوهمها بالحب وتقع في غرامه، وتبدأ من هنا المعاناة، معاناة من أجل الحب الذي توقعت أن يستمر مدى الحياة، معاناة من أجل تربية أبناء ذو صفات جيدة بمساعدة من الأب، معاناة من أجل البقاء في تلك الحياة بنفس درجة الحب الأولى مع اختلاف تفاصيلها، وتبحث في داخلها وبين حيطان ذلك البيت عن استقلالها النفسي، والمادي، والفكري، وتتسأل من كان المخطيء؟!
والأحق أن الخطأ عامل مشترك؛ فهي تُكمل طريق لايصح السير فيه، ترضى لنفسها أن تنزل البحر ليلًا، فهى انتقت الخوض في معارك مع نفسها، ومع مجتمع بالٍ، فهي من ارتضت ذلك، كان عليها أولًا أن تتعلم السباحة ثم تخوض ذلك البحر نهارًا، كان عليها أن تتعلم كيف تتفادي الموج، وألا تستغرق عمرها في الأحلام، وتبني على شاطيء بحرها بيتًا من الرمال، البيوت لا تُبنى على الحب فقط، والزواج له أساسيات، والحياة بين الرجل والمرأة قائمة على فهم سيكولوجية كل منهما للأخر لكن؛ من منهم يحاول البحث عن حلول؟!
من منهم يحمل عبء البحث عن طبيعة الأخر كي يتفادى الوقوع في المشكلات؟!
من منهم يعترف بالخطأ، فالاعتراف بالخطأ هو أول الطريق إلى الحل.
وسوف نتحدث اولًا عن طبيعة المشكلة القائمة بين الرجل والمرأة.
لكلٍ من الطرفين طبيعته الخاصة، النفسية والعقلية والاجتماعية، يفكر بطريقته الخاصة وعلى أساسها يحكم على الطرف الآخر دون الخوض في مفاتيحه، فعندما تعلم مفتاح الشخصية تستطيع أن تفك رموزها وبالتالي تتعامل معها، وتخوضا معًا حروبًا ناجحة.
– أهم الخلافات بين المرأة والرجل:
• ‏الرجل يفضل تقدير الإنجاز والدعم المتواصل، بينما المرأة تستخدم لغة المشاعر.
• ‏الرجل يتقوقع على ذاته وينعزل في كهفه عندما يقع في مشكلة حتى يرتب أموره بنفسه، بينما المرأة تود من يشاركها مشكلتها.
• ‏الرجل يعشق فك شفرات الألغاز، لإن ذاك يعني أنه قوي الشخصية والفكر.
• ‏المراة تحب بأذنيها، تحب كلمات التشجيع والثناء نظرًا للمسؤلية الكبيرة التي تقع على عاتقها، بينما الرجل يحب بعينيه، يحب أن يرى كيف تتعامل مع الآخرين، وكيف تتصرف وتتحدث.
• ‏الرحل أحادي الانتباه؛ يركز على عمل واحد بينما المرأة متعددة الإنتباه.
• ‏للرجل عقل صندوقي، بينما المرأة عقل عنكبوتي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات