القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

زينب عبد العزيز تكتب يوميات دكتور نفسانى

94

زينب عبد العزيز
منذ أن عملت بهذه المهنة رأيت من البشر عجب العجاب ..أصبحت كل يوم اعيش عالم من الغرائب والطرائف …
رأيت ألوانا وأشكالا شتى من البشر منهم فعلا من يستحق المواساة والأخذ بأيديه إلى أن يصل إلى بر الأمان ، ومنهم من يستحق الجلد .
فكم من مجروح ينزف فى صمت ، وكم من جلاد يعيش دور الضحية ..
ومن خلال سلسلة يوميات طبيب نفسى سوف أقدم لكم نماذج من الشخصيات التى إلتقيت بها منذ أن عملت بهذه المهنة ..

أحيانا ، بعدما أفرغ من عملى أجلس فى مكتبى على أريكة لأخذ قسط من الراحة ، حينها أنا من يكن فى أمس الحاجة إلى طبيب نفسى ، بل احتاج إلى من استغيث به ..
وفى أولى حلقاتنا سوف اقدم لكم أولى الشخصيات التى إلتقيت بها فى عملى ..

هى فتاة حسناء تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً تعمل مهندسة فى إحدى الشركات الكبرى بالقاهرة ..
وكانت تشكى من سوء معاملة زملائها لها فى العمل ..
وياعزيزى لاتدرى من الذى يشكو من سوء معاملة الآخر؟!!
أخذت تقصص على مواقف غريبة جدا تبين كم هى متعجرفة ومغرورة ولاترى سوى نفسها فحسب ، فتظن نفسها محور الكون ، معجبة بنفسها جدا ، تريد الجميع يشيد بما تفعله حتى وإن كان شيء لايستحق وحتى أيضا لو كان على حساب الآخرين ..تحب أن تنتقد الجميع ، وإذا بدأ أحد بانتقادها تثور وتغضب ، وإذا تهيأ لها أن أحد حاول أن يخطأ بحقها ، لن تهدأ إلا إذا شنت ضده الحرب ودبرت له المكائد إرضاءا لغرورها وشفاءا لغليلها ، وذلك لما تسبب لها من إهانة شنيعة ..تحاول التقليل مما يفعل الآخر من إنجازات مهما فعل ..لم تصاحب سوى من يساويها فى المستوى فقط ..
إجمالا ..تعانى هذه الشخصية من النرجسية الزائدة ، وذلك نتيجة للتدليل الزائد من قبل الأسرة وبعضها يرجع إلى عامل وراثي ..
فيوجد فى مجتمعنا الكثير من هذه الشخصية …وهذه الشخصية علاجها هو تجنبها إلى أن تعى جيداً أنها ليست الشخص الوحيد المميز فى المجتمع ..
وعندما تجد الجميع يحاول النفور منها سوف تبدأ أن تتأقلم وتتعلم أن تكون إنسان سوي ولاتنظر للناس من برج عاجى..
قالَ رسولُ اللهِ “صـلى اللهُ عليهِ و سلـم ” : ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )

إلى اللقاء فى الحلقة الثانية من يوميات طبيب نفسى

قد يعجبك ايضا
تعليقات