القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ميراث الرسول في أصحابه

107

كتب : رمضان رجب 

 

حينما توفي رسول الله، اعتزل سيدنا بلال الآذان، عندما سألوه ليُؤذن لهم، قال: مات صاحبي! بعدها فُتحت الشام واجتمع كثير من الصحابة بجوار الفاروق عُمر، فاقهم الشوق موازينة لسماع نِداء الحق بصوت مؤذن الرسول، حينها رفض بلال أن يُؤذن؛ وذلك إما بإحساس الفقد الشديد للرسول، أو إشتياقُة لسماع الرسول وهو يقول: أرحنا بها يا بلال؛ لذلك كان فُراقه صعب على بلال!

فقال له آمين هذه الأمة أبو عبيدة: أذِن يا بلال فاليوم نصرٌ وفتحٌ للمسلمين، بعد إلحاح قام بلال وقال:”الله أكبر، الله أكبر” ما بقى أحدٌ، أدرك رسول الله وبلالٌ يُؤذن له، إلا وبكى شوقًا لرسول الله، وكان سيدنا عُمر أشدّهم بُكاء، عِندما وصل بلال “أشهد أن محمدًا رسول الله” غُشِيّ عليه وضجت مدينةَ رسول الله بالبكاء.

أيُّ شعورٍ كان يمتلكَة المسلمون حينئذ، كانوا أشدّاءُ على الكفار، رُحماءٌ بينهم، أيُّ وفاء الصداقة كان يُجسد في شخصية سيدنا بلال، غلبت الدموع شجاعة الفاروق عُمر، وأظهرت ما بداخله من حنين لرؤيته واشتياق لصُحبته، بعِز الإسلام كان يتكلم أبا عُبيدة بن الجراح، أيُّ رحمةٍ تركها الرسول الكريم، ليكون هذا لنجني ثِمار ما تركه الرسول من ألفة ومودة وتكاتف بينهم.

هكذا كُنَّا، وهكذا جاء الإسلام، بالحُبّ ليعم السلام فهو دين السلام، وبالمودة ليبقىٰ الترابط، وبالمعاملةِ الحسنة ليبقىٰ الوُد دائم، بالجماعة لنشعر بالألفة، لم يأتي الإسلام بالسيف، ولم يأتي بالتشدد، وإنما بعث الله رسوله بالإسلام ليُتممَ به مكارمَ الأخلاقّ، طِبت حيًا وميتًا يارسول الله.

قد يعجبك ايضا
تعليقات