القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

عشاق أم سجناء الواقع الأفتراضي

80

كتبته د/رانده شحاته

 

أثرت التكنولوجيا تأثير كبير جداً على حياة الإنسان وساعدته في أنجاز الأعمال بشكل سريع جداً، وساعدة العالم في اختراع كل الوسائل التي تساعده على العيش برفاهية وراحة اكثر، ولذلك فأصبح الإنسان لا يستطيع العيش بدون التكنولوجيا في حياته، وهذا لان هناك الأعمال والمجالات التي لا يمكن إتمامها بدون التدخل التكنولوجي سواء كانت تلك الأعمال في الصناعة او الاقتصاد او المجالات الطبية او الهندسية او الفنون او غير ذلك…..

إننا على الأرجح نمتلك هاتفًا ذكيًّا، وحسابات على مواقع تويتر وإنستجرام وفيسبوك، و جميعنا منهمك في عالمه التكنولوچي الاجتماعي الخاص به. هذه التكنولوجيا لم تجعلنا نشعر بالوحدة أو الملل أبدًا، ويمكن أن تجعلنا أقل انتباهًا لأقرب الأشخاص إلينا، وربما تجعل من الصعب علينا الاختلاء بأنفسنا قليلًا، وكثيرٌ منا يخشى الاعتراف بذلك. و نحن لا نزال نعيش علاقة رومانسية مع هذه التكنولوجيا، مثل الشباب العاشق الذي يخشى إفساد علاقاته العاطفية بالتحدث عنها”.

أن هذه التكنولوجيا “دائمة الاتصال، ودائمة التمحور حول الذات” تهدد بتقويض بعض نقاط القوة الأساسية التي يمتلكها البشر والتي يحتاجون إليها للازدهار. أن أحد التغيرات الأساسية التي أَلحظُها أن الناس فقدوا القدرة على تحمل البقاء بمفردهم. فقد أُجرِيت العديد من الأبحاث الميدانية عند محطات الانتظار وطوابير الدفع في محلات السوبر ماركت، ولاحظوا أنه بمجرد أن يكون لدى أي شخص ثانية واحدة فقط من الفراغ سرعان ما يتجه ليمسك بهاتفه ويعبث به.

وجميع الأبحاث تقول إن قدرة الأفراد على تحمل البقاء بمفردهم تتلاشى. وما يحدث هو أننا نفقد تلك اللحظة التي كنا نستغرق فيها في أحلام اليقظة أو في تأمل الذات، وينتهي بك الأمر وأنت تنظر إلى العالم الخارجي البعيد عن الواقع الأفتراضي بعزله و أنفصال

هذه المشكله تهدد الجميع ولكن الأطفال على وجه التحديد يحتاجون إلى الانفراد بأنفسهم شيئًا ما، فهذه العزلة مطلب أساسي لإقامة حوار مع النفس. فالقدرة على البقاء مع نفسك واكتشافها هي أحد العناصر المهمة للنمو. لكن ما يحدث الآن أن الأطفال الصغار -بدءًا من عامين، أو ثلاثة أو أربعة أعوام– تتاح لهم وسائل التكنولوجيا التي تشتتهم وتحرمهم الاختلاءَ بأنفسهم، ومن المثير للسخرية أن هذا يجعل من الأصعب عليهم إقامة علاقات إنسانية حقيقية.

ربما لا يريد الناس أن يشعروا بالملل.
يتحدث الناس عن عدم احتياجهم لأوقات الهدوء والسكينة على الإطلاق؛ وبمجرد أن يحدث هذا، ينظرون إلى هواتفهم ليعودوا إلى حالة التوتر. لم يتعلموا إجراء أحاديث أو إقامة علاقات يتخللها الهدوء والسكينة. وهذا يمزق العلاقات الأسريةأيضًا ويؤدي إلى إفساد التواصل بين أفراد العائلة الواحده

قد يعجبك ايضا
تعليقات